التهجِير النوبيّ واللُّغة

كان للنوبيين المُهَجَّرين لغة واحدة يتواصلون بها هي اللغة النوبية ‎في موضعهم القديم. القرى التي سكنوا فيها حملت أرقاماً (١)،(٢)،(٣).. إلخ. ‎وكان أَوَّل ما أَسقَطُوا من لُغتهم أسماءَ قُرَاهم التي ذابَت في الأرقام، أسماء ‎قُراهم كانت ذات دلالات تاريخيَّة.

اقرأ المزيد
معرض الصور
No items found.
Pointing at Speaker
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
أ. ميرغني ديشاب
المحرر:
سارة النقر
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
المترجم:
النتيجة

  /  

العب مرة أخرى

  /   الاجابات

النوبيُّون هُم مَن في أقصى شمال السودان، مِن الحدود الفاصلة بين السودان ومصر حتّى منطقة الدبَّة جنوب دنقلا جنوباً. وفي اتفاقية مياه النيل بين الدولتين عام ١٩٥٩م، نَصَّت هذه الاتفاقية على تهجير من هُم في السودان من فرس (في نهاية مثلث وادي حلفا) إلى منطقة دال في مسافة طولية على ضفاف النيل شرقاً وغرباً -تُقدَّر بـ١٧٠ كيلو متراً- لتمكين مصر من بناء السد العالي في صعيد مصر، لأن المياه -خلف السد- ستَغمُر هذه المنطقة الممتدَّة.

كان الوفد الذي مَثَّلَ السودان على رأسه اللواء طلعت فريد. وعلى رأس مفاوضي مصر اللواء خالد محيي الدين، كلاهما من المجلس العسكري في كل بلد. كان الجنرال إبراهيم عبود، الحاكم العسكري في السودان، قد وَصَّى طلعت فريد بقوله: "الماء عندنا كثير، عندنا نيل ومطر. ما يقوله (عَمُّك) جمال هو الذي يسير١.

وسارَ ما قاله جمال عبد الناصر، الحاكم العسكري لمصر. تم تقسيم مياه النيل بين السودان ومصر على أساس أن نهر ‎النيل يَتَشَكَّل في الخرطوم، ويسير شمالاً منها. وعلى هذا، صار لمصر٥٥.٥٪؜ من مياهه، وللسودان ۱۸٫٥٪ منها. رَفض ميرغني حمزة -وزير الريّ السوداني- وحَذَّر الحضور من مغبَّة انفراد مصر والسودان  بأكثر مياه النيل، هناك دولٌ أخرى مُشَاطِئَة للنيل، ومن حقّها أنصبتها، هذه القسمة هي مشكلة المستقبل. لم يُسمَع له، وكان رفضه نبوءة، وهو ما يحدث الآن.

قَبِلَ السودان قيام السد العالي مقابل قسمة المياه وتَعلِيَة خزان الرصيرص، وقيام خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم لصالح مصر، وتهجير النوبيين من فرس حتى دال في مدىً حدَّدَتهُ مصر، وهنا قَدَّمَ ميرغني حمزة استقالته.

‎كان المُهَجَّرُون أهلُ مدينة وادي حلفا وأحيائها جنوباً وشمالاً مع مثلث وادي حلفا، داخل مصر -التابع للسودان- بدأ التهجير في ١/٢٦/ ١٩٦٣م.

أولاً: أحياء وادي حلفا: فرس شرق وغرب، سَرَّه شَرق وغرب، دبيكَرا شرق وغرب، أرقين، إشكيت، دَبَروسه، بوهين، دغيم، سُلَن،  فارقى.

ثانياً: أهل بطن الحجر جنوب وادي حلفا بـ٥٩ كيلو متراً، أَبكَى Abke، جِمَي، مِرْشِد، سَرَس، أُرُول آرتي، سَمْنَه، أَتِّير، دوشات، أَمْبِكُول Ambikol، تَنْجُوري، سونْقِي Songi، أكاشا، كُلُب Kulub، دال. كلهم يتواصلون باللغة النوبية ما عدا أهل أمبِكول٢.

تَحَدَّدَ للمُهَجَّرين الإسكان في سهل البطانة في شرق السودان في منطقة تُسَمَّى (سروبة الخادم). كان الإنجليز قد خَطَّطوا لقيام خزان خشم القربة منذ عام ١٩٤٥م، وضرورة جلب سكان للسهل المنخفض شماله. ومنذ عام ١٩٥٨م فكَّرت الحكومة السودانية العسكرية (١٩٥٨ - ١٩٦٤م) في من يكون الضحية. وطالما قرَّر الحاكمان العسكريَّان في السودان ومصر، فالضحية هؤلاء المُهَجَّرون الذين ‎ستَخلُوا مناطقهم من السُكَّان.

كان عدد المُهَجَّرين ٥٢,٢٠٠ نسمة، بُنِيَت لهم ٢٦  قرية على عجل. أوَّل من هاجروا نَزَلَ عليهم مطرٌ لم يروا أو يتخيَّلوا مثلَه، وفي منطقتهم المنخفضة، سادَ الطين اللزج المانع للحركة حتى للسيارات. وقام مشروع حلفا الجديدة الزراعي، وبقي في (حلفا الجديدة) هذه العاملون في الخزان وهاجر إلى المشروع خلقٌ كثير للعمل فيه. وقام سوق بديل لسوق وادي حلفا القديم اعتُبِرَ من أكبر الأسواق في السودان.

كان للنوبيين المُهَجَّرين لغة واحدة يتواصلون بها هي اللغة النوبية ‎في موضعهم القديم. القرى التي سكنوا فيها حملت أرقاماً (١)،(٢)،(٣).. إلخ. ‎وكان أَوَّل ما أَسقَطُوا من لُغتهم أسماءَ قُرَاهم التي ذابَت في الأرقام، أسماء ‎قُراهم كانت ذات دلالات تاريخيَّة٣.

مُلِئَت حلفا الجديدة ناساً حتى فاضَت، ظاهرة الإسقاط والاقتراض ظَهَرت في اللغة النوبية. أسماء ومفردات بالمئات كانت عن نهر النيل، بمراكبه ومعدّياته وأسماكه وجزره وزراعاته وأماكن زراعتها، النخيل والجبال والغناء وتفاصيل الحياة اليوميّة، عمل المرأة يوميّاً وعمل الرجل والصبي والبنات في طََحن الدقيق، أدواتهم في البيت والمزرعة دَخَلَت دائرة الإسقاط اللّغويّ، لا محل لاستخدامها.

في الاقتراض اللغوي كانت قد صُرِفَت لهم حوَّاشات (مزارع) صغيرة. آلاف من المفردات اقترضوها من البيئة الجديدة. اللغة النوبية نفسها صارت لغة البيت وحسب، لا موضع لها خارجه. صارت في سائد لُغَتهم مفردات: حوَّاشة، كنار، أب عشرين، خبير زراعي، مفتش، نمرة واحد، نمرة اثنين حتى نمرة عشرة في كلّ قرية، تفتيش، مؤسسة، حمار عبوري، فول، قطن، نضافة، عرب، اسبسقس (سقف المنزل منه)، جدول، بقر، مفتش، أنكوج، مَلُود Malod، طَرَّاد، تَرَكتَر، تُرعَة؛ مئات المفردات اقترضوها. وكان قد فُرضت عليهم زراعة الفول السوداني والقطن. وهي محصولات ما عرفوها من قبل.

الشباب غير المتعلم في حلفا الجديدة كانت أمامه وظائف مُحَدَّدة؛ العمل في الشرطة، الجيش، عُمّال حواشات، مراسلات، رعاة بقر. الغريب أن معظمهم اختاروا العمل كرعاة بقر لدخله اليومي من اللبن والمشاركة في ناتج المواليد منها. ويعني ذلك العمل مع البجا في بطونهم المختلفة، والملوه Mallo، والكجكسا Kajaksa (تشاد) والمَسْمَجَه (تشاد) والتاما Tama. والمُقَرَّر هنا تَعَلُّم (لغة) رعي الأبقار والعناية بها وثقافتها. وكان هذا جواز مرور الشاب. وقد انخرط فيه أكثر هؤلاء الشباب٤.

‎حلفا الجديدة منطقة تداخل لغوي، في عام ١٩٩٩م كانت دراسة: الباقون من النوبيين هناك، والبقية ما عدا العرب. كان عدد النوبيين ٣٩,٠٠٠ نسمة. هاجر ١٤,٢٠٠ منهم لكثرة الأمراض وغيرها. وعدد ساكني (الكَنَابِي) ٧٥,٠٠٠ نسمة. التداخل اللغوي صراع -غير واضح- على الحيازة على السوق اللغوي. اللغة صاحبة السوق -من حيث العدد وقوة الاقتصاد- في يدها- هي التي تسود٥.

‎متحف وادي حلفا كان قد هُجِّر إلى المتحف القومي بالخرطوم. وفي اجتماع في أسوان حضره المعنيّون بالأمر من النوبة المصرية ووادي حلفا، تم شراء الأرض بتمويل من اليونسكو، وشُرِعَ في بنائه، لكنّه توقف. كان ذلك عام ٢٠٠٨م. أعدَدنَا أنفسنا لجمع التراث المادي وغير المادي، وتعلَّمَ الشباب الإنجليزية لمخاطبة السُيَّاح في إطار (تعليم اللغة لأغراض خاصة).

في حلفا الجديدة نجد الآن ثنائية لغوية عند البعض، (عربي - نوبي)، وثلاثية لغوية (عربي - نوبي - لُغة زغاوة) مثلاً. واللغات في حلفا الجديدة هي: التاما، الملو، زغاوة، بجا، مساليت، لغات جبال النوبة، بني عامر، كَجَكْسَا، مَسْمَجَة، ‎فور، بَرْتِي. وفي وادي حلفا ثنائية لغوية (عربي – نوبي).

‎مؤخراً بدأنا العمل المشترك مع النوبة المصرية لإقامة: (جماعات الحفاظ على اللغة النوبية وثقافاتها وترجمة آدابها)، وهو تجربة فاعلة، نوبية مصرية، ستنتقل إلى السودان٦.

لوحة الغلاف من تصميم هند عبد الباقي

صور المعرض لنص المقال مكتوب بخط ميرغني ديشاب

مصادر

  1. لصاحب المقال كتاب (النوبيُّون - هجرة أم تهجير) مَخطوط.
  2. صاحب المقال من بطن الحجر.
  3. كان د. هيرمان بل قد حَضَّر للدكتوراه عام ١٩٦٢م في (أسماء الأماكن في منطقة بطن الحجر اعتماداً على علم اللغة التاريخي).
  4. من بحث لغوي لصاحب المقال. وقد عاش في حلفا الجديدة ‎١٩٦٤ - ٢٠٠٤ م
  5. دراسة لصاحب المقال وآخرين عام ١٩٩٩م.
  6. نَفسه.

No items found.
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
أ. ميرغني ديشاب
Editor
سارة النقر
مأمون التلب
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
Translator

النوبيُّون هُم مَن في أقصى شمال السودان، مِن الحدود الفاصلة بين السودان ومصر حتّى منطقة الدبَّة جنوب دنقلا جنوباً. وفي اتفاقية مياه النيل بين الدولتين عام ١٩٥٩م، نَصَّت هذه الاتفاقية على تهجير من هُم في السودان من فرس (في نهاية مثلث وادي حلفا) إلى منطقة دال في مسافة طولية على ضفاف النيل شرقاً وغرباً -تُقدَّر بـ١٧٠ كيلو متراً- لتمكين مصر من بناء السد العالي في صعيد مصر، لأن المياه -خلف السد- ستَغمُر هذه المنطقة الممتدَّة.

كان الوفد الذي مَثَّلَ السودان على رأسه اللواء طلعت فريد. وعلى رأس مفاوضي مصر اللواء خالد محيي الدين، كلاهما من المجلس العسكري في كل بلد. كان الجنرال إبراهيم عبود، الحاكم العسكري في السودان، قد وَصَّى طلعت فريد بقوله: "الماء عندنا كثير، عندنا نيل ومطر. ما يقوله (عَمُّك) جمال هو الذي يسير١.

وسارَ ما قاله جمال عبد الناصر، الحاكم العسكري لمصر. تم تقسيم مياه النيل بين السودان ومصر على أساس أن نهر ‎النيل يَتَشَكَّل في الخرطوم، ويسير شمالاً منها. وعلى هذا، صار لمصر٥٥.٥٪؜ من مياهه، وللسودان ۱۸٫٥٪ منها. رَفض ميرغني حمزة -وزير الريّ السوداني- وحَذَّر الحضور من مغبَّة انفراد مصر والسودان  بأكثر مياه النيل، هناك دولٌ أخرى مُشَاطِئَة للنيل، ومن حقّها أنصبتها، هذه القسمة هي مشكلة المستقبل. لم يُسمَع له، وكان رفضه نبوءة، وهو ما يحدث الآن.

قَبِلَ السودان قيام السد العالي مقابل قسمة المياه وتَعلِيَة خزان الرصيرص، وقيام خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم لصالح مصر، وتهجير النوبيين من فرس حتى دال في مدىً حدَّدَتهُ مصر، وهنا قَدَّمَ ميرغني حمزة استقالته.

‎كان المُهَجَّرُون أهلُ مدينة وادي حلفا وأحيائها جنوباً وشمالاً مع مثلث وادي حلفا، داخل مصر -التابع للسودان- بدأ التهجير في ١/٢٦/ ١٩٦٣م.

أولاً: أحياء وادي حلفا: فرس شرق وغرب، سَرَّه شَرق وغرب، دبيكَرا شرق وغرب، أرقين، إشكيت، دَبَروسه، بوهين، دغيم، سُلَن،  فارقى.

ثانياً: أهل بطن الحجر جنوب وادي حلفا بـ٥٩ كيلو متراً، أَبكَى Abke، جِمَي، مِرْشِد، سَرَس، أُرُول آرتي، سَمْنَه، أَتِّير، دوشات، أَمْبِكُول Ambikol، تَنْجُوري، سونْقِي Songi، أكاشا، كُلُب Kulub، دال. كلهم يتواصلون باللغة النوبية ما عدا أهل أمبِكول٢.

تَحَدَّدَ للمُهَجَّرين الإسكان في سهل البطانة في شرق السودان في منطقة تُسَمَّى (سروبة الخادم). كان الإنجليز قد خَطَّطوا لقيام خزان خشم القربة منذ عام ١٩٤٥م، وضرورة جلب سكان للسهل المنخفض شماله. ومنذ عام ١٩٥٨م فكَّرت الحكومة السودانية العسكرية (١٩٥٨ - ١٩٦٤م) في من يكون الضحية. وطالما قرَّر الحاكمان العسكريَّان في السودان ومصر، فالضحية هؤلاء المُهَجَّرون الذين ‎ستَخلُوا مناطقهم من السُكَّان.

كان عدد المُهَجَّرين ٥٢,٢٠٠ نسمة، بُنِيَت لهم ٢٦  قرية على عجل. أوَّل من هاجروا نَزَلَ عليهم مطرٌ لم يروا أو يتخيَّلوا مثلَه، وفي منطقتهم المنخفضة، سادَ الطين اللزج المانع للحركة حتى للسيارات. وقام مشروع حلفا الجديدة الزراعي، وبقي في (حلفا الجديدة) هذه العاملون في الخزان وهاجر إلى المشروع خلقٌ كثير للعمل فيه. وقام سوق بديل لسوق وادي حلفا القديم اعتُبِرَ من أكبر الأسواق في السودان.

كان للنوبيين المُهَجَّرين لغة واحدة يتواصلون بها هي اللغة النوبية ‎في موضعهم القديم. القرى التي سكنوا فيها حملت أرقاماً (١)،(٢)،(٣).. إلخ. ‎وكان أَوَّل ما أَسقَطُوا من لُغتهم أسماءَ قُرَاهم التي ذابَت في الأرقام، أسماء ‎قُراهم كانت ذات دلالات تاريخيَّة٣.

مُلِئَت حلفا الجديدة ناساً حتى فاضَت، ظاهرة الإسقاط والاقتراض ظَهَرت في اللغة النوبية. أسماء ومفردات بالمئات كانت عن نهر النيل، بمراكبه ومعدّياته وأسماكه وجزره وزراعاته وأماكن زراعتها، النخيل والجبال والغناء وتفاصيل الحياة اليوميّة، عمل المرأة يوميّاً وعمل الرجل والصبي والبنات في طََحن الدقيق، أدواتهم في البيت والمزرعة دَخَلَت دائرة الإسقاط اللّغويّ، لا محل لاستخدامها.

في الاقتراض اللغوي كانت قد صُرِفَت لهم حوَّاشات (مزارع) صغيرة. آلاف من المفردات اقترضوها من البيئة الجديدة. اللغة النوبية نفسها صارت لغة البيت وحسب، لا موضع لها خارجه. صارت في سائد لُغَتهم مفردات: حوَّاشة، كنار، أب عشرين، خبير زراعي، مفتش، نمرة واحد، نمرة اثنين حتى نمرة عشرة في كلّ قرية، تفتيش، مؤسسة، حمار عبوري، فول، قطن، نضافة، عرب، اسبسقس (سقف المنزل منه)، جدول، بقر، مفتش، أنكوج، مَلُود Malod، طَرَّاد، تَرَكتَر، تُرعَة؛ مئات المفردات اقترضوها. وكان قد فُرضت عليهم زراعة الفول السوداني والقطن. وهي محصولات ما عرفوها من قبل.

الشباب غير المتعلم في حلفا الجديدة كانت أمامه وظائف مُحَدَّدة؛ العمل في الشرطة، الجيش، عُمّال حواشات، مراسلات، رعاة بقر. الغريب أن معظمهم اختاروا العمل كرعاة بقر لدخله اليومي من اللبن والمشاركة في ناتج المواليد منها. ويعني ذلك العمل مع البجا في بطونهم المختلفة، والملوه Mallo، والكجكسا Kajaksa (تشاد) والمَسْمَجَه (تشاد) والتاما Tama. والمُقَرَّر هنا تَعَلُّم (لغة) رعي الأبقار والعناية بها وثقافتها. وكان هذا جواز مرور الشاب. وقد انخرط فيه أكثر هؤلاء الشباب٤.

‎حلفا الجديدة منطقة تداخل لغوي، في عام ١٩٩٩م كانت دراسة: الباقون من النوبيين هناك، والبقية ما عدا العرب. كان عدد النوبيين ٣٩,٠٠٠ نسمة. هاجر ١٤,٢٠٠ منهم لكثرة الأمراض وغيرها. وعدد ساكني (الكَنَابِي) ٧٥,٠٠٠ نسمة. التداخل اللغوي صراع -غير واضح- على الحيازة على السوق اللغوي. اللغة صاحبة السوق -من حيث العدد وقوة الاقتصاد- في يدها- هي التي تسود٥.

‎متحف وادي حلفا كان قد هُجِّر إلى المتحف القومي بالخرطوم. وفي اجتماع في أسوان حضره المعنيّون بالأمر من النوبة المصرية ووادي حلفا، تم شراء الأرض بتمويل من اليونسكو، وشُرِعَ في بنائه، لكنّه توقف. كان ذلك عام ٢٠٠٨م. أعدَدنَا أنفسنا لجمع التراث المادي وغير المادي، وتعلَّمَ الشباب الإنجليزية لمخاطبة السُيَّاح في إطار (تعليم اللغة لأغراض خاصة).

في حلفا الجديدة نجد الآن ثنائية لغوية عند البعض، (عربي - نوبي)، وثلاثية لغوية (عربي - نوبي - لُغة زغاوة) مثلاً. واللغات في حلفا الجديدة هي: التاما، الملو، زغاوة، بجا، مساليت، لغات جبال النوبة، بني عامر، كَجَكْسَا، مَسْمَجَة، ‎فور، بَرْتِي. وفي وادي حلفا ثنائية لغوية (عربي – نوبي).

‎مؤخراً بدأنا العمل المشترك مع النوبة المصرية لإقامة: (جماعات الحفاظ على اللغة النوبية وثقافاتها وترجمة آدابها)، وهو تجربة فاعلة، نوبية مصرية، ستنتقل إلى السودان٦.

لوحة الغلاف من تصميم هند عبد الباقي

صور المعرض لنص المقال مكتوب بخط ميرغني ديشاب

مصادر

  1. لصاحب المقال كتاب (النوبيُّون - هجرة أم تهجير) مَخطوط.
  2. صاحب المقال من بطن الحجر.
  3. كان د. هيرمان بل قد حَضَّر للدكتوراه عام ١٩٦٢م في (أسماء الأماكن في منطقة بطن الحجر اعتماداً على علم اللغة التاريخي).
  4. من بحث لغوي لصاحب المقال. وقد عاش في حلفا الجديدة ‎١٩٦٤ - ٢٠٠٤ م
  5. دراسة لصاحب المقال وآخرين عام ١٩٩٩م.
  6. نَفسه.