العودة إلى سنار
تعد قصيدة «العودة إلى سنار»، للشاعر الكبير الدكتور محمد عبد الحي، واحدة من أهم القصائد التي تناقش قضية الهوية السودانية.
/ الاجابات
العودة إلى سنار
شعر: د. محمد عبد الحي
تُعتبر قصيدة "العودة إلى سنار"، للشاعر الكبير الدكتور محمد عبد الحي، من أهم القصائد التي ناقشت قضيّة الهويّة السودانية، وقد كانت مركزيّةً من ضمن تكوينات تيار "الغابة والصحراء" الذي انطلقت بداياته في ستينيات القرن الماضي، وقد ساهمت مجموعة من الشعراء الكبار في تكوين هذه الحركة الشعريّة والثقافية، من أبرزهم الشعراء: النور عثمان أبكر، ومحمد المكي إبراهيم، دكتور يوسف عيدابي وعبد الله شابو.
اخترنا لكم القصيدة من بين القصائد التي كُتبت عن مدن وممالك سودانيّة قديمة، وتعود إلى العام ١٩٦٣م، وتُعتبر كذلك من القصائد الرائدة ضمن تيارات الشعر الحديث في السودان وفي البلدان الكاتبة والقارئة باللغة العربيّة.
مقتطف من القصيدة
الليلة يستقبلني أهلي:
أرواح جدودي تخرج من
فضَّة أحلام النّهر، ومن
ليل الأسماءْ
تتقمص أجساد الأطفالْ.
تنفخ في رئةِ المدّاحِ
وتضرب بالساعد
عبر ذراع الطبّالْ.
الليلة يستقبلني أهلي:
أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
إبريقاً جمجمةً،
مصلاة من جلد الجاموسْ
رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ
من جسد الأرضِ
وعبَر سماء الجُرحْ.
الليلة يستقبلني أهلي.
وكانت الغابة والصحراءْ
امرأةً عاريةً تنامْ
على سرير البرقِ في انتظارِ
ثورها الإلهي الذي يزور في الظلامْ.
وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.
يزهر في سلطنة البراءة
وحمأ البداءةْ
على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.
صورة الغلاف © زينب جعفر، أطفال على الدوار، مدينة سنار، ٢٠١٨
العودة إلى سنار
شعر: د. محمد عبد الحي
تُعتبر قصيدة "العودة إلى سنار"، للشاعر الكبير الدكتور محمد عبد الحي، من أهم القصائد التي ناقشت قضيّة الهويّة السودانية، وقد كانت مركزيّةً من ضمن تكوينات تيار "الغابة والصحراء" الذي انطلقت بداياته في ستينيات القرن الماضي، وقد ساهمت مجموعة من الشعراء الكبار في تكوين هذه الحركة الشعريّة والثقافية، من أبرزهم الشعراء: النور عثمان أبكر، ومحمد المكي إبراهيم، دكتور يوسف عيدابي وعبد الله شابو.
اخترنا لكم القصيدة من بين القصائد التي كُتبت عن مدن وممالك سودانيّة قديمة، وتعود إلى العام ١٩٦٣م، وتُعتبر كذلك من القصائد الرائدة ضمن تيارات الشعر الحديث في السودان وفي البلدان الكاتبة والقارئة باللغة العربيّة.
مقتطف من القصيدة
الليلة يستقبلني أهلي:
أرواح جدودي تخرج من
فضَّة أحلام النّهر، ومن
ليل الأسماءْ
تتقمص أجساد الأطفالْ.
تنفخ في رئةِ المدّاحِ
وتضرب بالساعد
عبر ذراع الطبّالْ.
الليلة يستقبلني أهلي:
أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
إبريقاً جمجمةً،
مصلاة من جلد الجاموسْ
رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ
من جسد الأرضِ
وعبَر سماء الجُرحْ.
الليلة يستقبلني أهلي.
وكانت الغابة والصحراءْ
امرأةً عاريةً تنامْ
على سرير البرقِ في انتظارِ
ثورها الإلهي الذي يزور في الظلامْ.
وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.
يزهر في سلطنة البراءة
وحمأ البداءةْ
على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.
صورة الغلاف © زينب جعفر، أطفال على الدوار، مدينة سنار، ٢٠١٨