تسمية التوب كأداة للأرشفة
قد يتم تسجيل تاريخنا بعدة طرق بما في ذلك بعض الطرق غير العادية.
/ الاجابات
لقد اعتدنا أن نقرأ عن الأحداث الماضية والشخصيات الشهيرة في الكتب، أو رؤية قصصهم تتكَّشف على الشاشة في الأفلام الوثائقية، أو حتى من خلال التلاوات الشفاهية التي يرويها كبارنا. ومع ذلك، يمكن أيضاً تسجيل تاريخنا بطرق عديدة أخرى، بما في ذلك بعض الطرق غيرا لتقليدية للغاية. إحدى هذه الطرق هي من خلال ربط هذه الأحداث أو الأشخاص بالأشياء الموجودة في محيطنا، وهي ممارسة "التسمية"، وهي شائعة جداً في السودان.وتتراوح هذه النماذج بين السيارات الجديدة، كإطلاق اسم ليلى علوي (ممثلة مصرية)على سيارة تويوتا ذات الدفع الرباعي الواسعة والمنحنية بسخاء، إلى محطة حافلات"داعش" بالقرب من جامعة خاصة يُزعم أنه تم تجنيد عددٍ من طُلاَّبها للانضمام إلى الجماعة المتطرفة. هذه الأسماء سياسية وثقافية واجتماعية محمَّلة بمرجعيات يفهمها المجتمع.
في السودان، يمتدّ تقليد التسمية هذا إلى قطع الملابس، وفي هذه الحالة، إلى الزي النسائي التقليدي السوداني المعروف باسم التوب، وهو عبارة عن خامة قماش طويلة تشبه الساري، يتمّ لفّها حول جسد المرأة كطَبَقة خارجية. ومن خلال أسماء التياب يمكنك التعرُّف على بعض الأحداث والشخصيات المهمة في تاريخ السودان الحديث. من الطباعة الواضحة للوجوه أو الشعارات على أقمشة التياب المختلفة، إلى تمثيلات مجازية أكثر للحالات المزاجية أوالارتباطات؛ فإن أسماء هذه التياب ذكيّة وغالباً ما تكون فكاهية.
كيف يتم اختراع هذه الأسماء ومن يفكر فيها؟ كما هو الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا هذا، قديكون من الممكن تتبع أصل منشور انتشر بسرعة كبيرة، ولكن على الأرجح ستجذب ملاحظة أو وصف معيَّن انتباه المستخدمين، ثم يبدؤون في تطويره ومن ثم مشاركته ونشره.فمربط الفرس هنا هو أن الناس تمكنوا من الارتباط به. وعلى نفس المنوال، فإن أسماء التياب، التي كانت في يوم من الأيام حيلة تسويقية من قبل التجار الذين يسعون إلى خلق صيحات موضة وبالتالي زيادة المبيعات؛ قد تتلقَّى التياب أسماءها أيضاً بسبب ارتباطات ذكية بينها وبين الأشخاص أو الأحداث التي سُمّيت تيمُّناً بها؛ مثل توب "عيون زرّوق" والمقصود هو رئيس الوزراء الأسبق المشهور بعينيه الجميلتين، وهو توب مُزيَّن بأشكال دائرية لامعة. أما توب "الخرطوم بالليل"، فهو توب يُجسِّد مشهداً ليليَّاً للعاصمة الخرطوم تنتشر فيه نقاط متلألئة تُشبه أضواء العاصمة المتلألئة.وللنساء أنفسهن أيضاً الحق في تسمية التياب، مثلاً توب "يوم المرأة"، أو ندى القلعة على اسم المطربة الشهيرة التي ترتديه. ويمكن أيضاً إطلاق أسماء على التياب لأنها تُشبِع ظاهرة استحوذت على خيال الجمهور مثل توب "أبو القنفذ"،وهو توب مغطى بخيوط دائرية، سُمّي التوب بهذا الاسم نسبة إلى انتشار شائعات في ذلك الوقت حول اكتشاف الاستخدامات الطبيّة للقنافذ.
وبينما قد تحل تصميمات وأزياء أحدث محل هذه الموضات وارتباطاتها بالحياة اليومية، فإن حقيقة تسميتها في وقت معيّن ستظل شكلاً من أشكال الأرشيف السوداني غير الرسمي. هل ستؤدي الحرب والتمزق الذي أحدثته إلى تعطيل هذا التقليد في تسمية التياب أم سيستمر استخدامه؟ يتضمن إعلان تيك توك الأخير لأحد بائعي التياب توباً يسمى "القوات المسلحة"،وهي إشارة ربما لأسماء التياب القادمة وارتباطها بهذا الحدث المأساوي في تاريخ السودان.
لقد اعتدنا أن نقرأ عن الأحداث الماضية والشخصيات الشهيرة في الكتب، أو رؤية قصصهم تتكَّشف على الشاشة في الأفلام الوثائقية، أو حتى من خلال التلاوات الشفاهية التي يرويها كبارنا. ومع ذلك، يمكن أيضاً تسجيل تاريخنا بطرق عديدة أخرى، بما في ذلك بعض الطرق غيرا لتقليدية للغاية. إحدى هذه الطرق هي من خلال ربط هذه الأحداث أو الأشخاص بالأشياء الموجودة في محيطنا، وهي ممارسة "التسمية"، وهي شائعة جداً في السودان.وتتراوح هذه النماذج بين السيارات الجديدة، كإطلاق اسم ليلى علوي (ممثلة مصرية)على سيارة تويوتا ذات الدفع الرباعي الواسعة والمنحنية بسخاء، إلى محطة حافلات"داعش" بالقرب من جامعة خاصة يُزعم أنه تم تجنيد عددٍ من طُلاَّبها للانضمام إلى الجماعة المتطرفة. هذه الأسماء سياسية وثقافية واجتماعية محمَّلة بمرجعيات يفهمها المجتمع.
في السودان، يمتدّ تقليد التسمية هذا إلى قطع الملابس، وفي هذه الحالة، إلى الزي النسائي التقليدي السوداني المعروف باسم التوب، وهو عبارة عن خامة قماش طويلة تشبه الساري، يتمّ لفّها حول جسد المرأة كطَبَقة خارجية. ومن خلال أسماء التياب يمكنك التعرُّف على بعض الأحداث والشخصيات المهمة في تاريخ السودان الحديث. من الطباعة الواضحة للوجوه أو الشعارات على أقمشة التياب المختلفة، إلى تمثيلات مجازية أكثر للحالات المزاجية أوالارتباطات؛ فإن أسماء هذه التياب ذكيّة وغالباً ما تكون فكاهية.
كيف يتم اختراع هذه الأسماء ومن يفكر فيها؟ كما هو الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا هذا، قديكون من الممكن تتبع أصل منشور انتشر بسرعة كبيرة، ولكن على الأرجح ستجذب ملاحظة أو وصف معيَّن انتباه المستخدمين، ثم يبدؤون في تطويره ومن ثم مشاركته ونشره.فمربط الفرس هنا هو أن الناس تمكنوا من الارتباط به. وعلى نفس المنوال، فإن أسماء التياب، التي كانت في يوم من الأيام حيلة تسويقية من قبل التجار الذين يسعون إلى خلق صيحات موضة وبالتالي زيادة المبيعات؛ قد تتلقَّى التياب أسماءها أيضاً بسبب ارتباطات ذكية بينها وبين الأشخاص أو الأحداث التي سُمّيت تيمُّناً بها؛ مثل توب "عيون زرّوق" والمقصود هو رئيس الوزراء الأسبق المشهور بعينيه الجميلتين، وهو توب مُزيَّن بأشكال دائرية لامعة. أما توب "الخرطوم بالليل"، فهو توب يُجسِّد مشهداً ليليَّاً للعاصمة الخرطوم تنتشر فيه نقاط متلألئة تُشبه أضواء العاصمة المتلألئة.وللنساء أنفسهن أيضاً الحق في تسمية التياب، مثلاً توب "يوم المرأة"، أو ندى القلعة على اسم المطربة الشهيرة التي ترتديه. ويمكن أيضاً إطلاق أسماء على التياب لأنها تُشبِع ظاهرة استحوذت على خيال الجمهور مثل توب "أبو القنفذ"،وهو توب مغطى بخيوط دائرية، سُمّي التوب بهذا الاسم نسبة إلى انتشار شائعات في ذلك الوقت حول اكتشاف الاستخدامات الطبيّة للقنافذ.
وبينما قد تحل تصميمات وأزياء أحدث محل هذه الموضات وارتباطاتها بالحياة اليومية، فإن حقيقة تسميتها في وقت معيّن ستظل شكلاً من أشكال الأرشيف السوداني غير الرسمي. هل ستؤدي الحرب والتمزق الذي أحدثته إلى تعطيل هذا التقليد في تسمية التياب أم سيستمر استخدامه؟ يتضمن إعلان تيك توك الأخير لأحد بائعي التياب توباً يسمى "القوات المسلحة"،وهي إشارة ربما لأسماء التياب القادمة وارتباطها بهذا الحدث المأساوي في تاريخ السودان.