/ الاجابات
تُمثِّل لي "دومة ود حامد" للروائي السوداني العظيم الطيب صالح، لمحة مانولوجيَّة نادرة للحياة في الريف السوداني الشمالي، بقسوة طبيعته وسحرها في ذات الوقت؛ فالرواي في النص يُشيرُ دائماً إلى محبّتهم لهذه الحياة غير المُحتملة للغرباء، إن تصريحاً أو مجازاً، وعلاقتهم ذات الصبغة الدينيَّة والصوفيَّة بأرضهم وطبيعتهم من خلال شجرة عظيمة أسموها: دومة ود حامد.
طوال مقاطع من رواية الراوي نستطيع مشاهدة حياة السودانيين بسحرها اللانهائي، وقصصهم التي لا يُنازعهم أحد على تصديقها لأنهم عاشوها عياناً بياناً؛ لم يُخبرهم أحد عن ود حامد، ولي الله الصالح، إذ هُم التقوه. أمّا شجرة الدوم فهي لا تكتفي بمدّ ظلّها حتى يُظلّل من يقف على ضفة النهر الأخرى، ولا باستحالة نموّها على أرضٍ صخريّة؛ بل هي تسكن أحلامهم، وإن لم تكن مركزها، كانت موجودة في زمانٍ أو موضعٍ ما داخل دهاليز الأحلام.
اختياري وقرائتي لها ضمن غرفتنا (المناظر الطبيعيّة) يأتي لسبر غور علاقة السودانيين بهذه الطبيعة والمناظر المدهشة التي برع أديبنا الكبير في التعبير عنها، ووصفها وربطها بحياة الناس، بأسلوبه الساحر، وكلماته المتجذِّرة ليس فقط في تربة النص، وإنما في تربة أرض السودان.
----
- ملاحظة: قمتُ بتخطّي القصّة السياسيّة الواقعة في آخر النص، إذ يستطيع القارئ العثور على النص كاملاً في الكتاب المبذول على صفحات الإنترنت، ذلك لتقصير زمن القراءة، ولبُعدها عن ما نُريد أن نعرضه في غرفة المناظر الطبيعيّة.
- بالنسبة للترجمة الإنجليزيَّة، فهي لدينيس جونسون، والذي كان مُقرّباً من الطيب صالح، حيث تَرَجم رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" بالتزامن مع كتابة النص نفسه، إذ كان الطيب يُرسل ما يكتمل من فصول ويردّها إليه المُترجم الكبير منقولةً إلى الإنجليزيّة. و"هو مترجم بريطاني وُلد في كندا عام ١٩٢٢م، وعاش فترة من طفولته في القاهرة ووادي حلفا في السودان. يعتبر دنيس أحد أهم المترجمين الذين قدموا الأدب العربي إلى القارئ الغربي، وقد وصل ما ترجمه من الأدب العربي أكثر من ثلاثين مجلداً احتوت الكثير من الإبداعات القصصية والروائية العربية، وقد وصف كل من نجيب محفوظ وإدوارد سعيد دنيس جونسون برائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. توفي بالقاهرة يوم الاثنين 22 أيار 2017 عن عمر يناهز الـ 95 سنة.”.
مأمون التلب
تُمثِّل لي "دومة ود حامد" للروائي السوداني العظيم الطيب صالح، لمحة مانولوجيَّة نادرة للحياة في الريف السوداني الشمالي، بقسوة طبيعته وسحرها في ذات الوقت؛ فالرواي في النص يُشيرُ دائماً إلى محبّتهم لهذه الحياة غير المُحتملة للغرباء، إن تصريحاً أو مجازاً، وعلاقتهم ذات الصبغة الدينيَّة والصوفيَّة بأرضهم وطبيعتهم من خلال شجرة عظيمة أسموها: دومة ود حامد.
طوال مقاطع من رواية الراوي نستطيع مشاهدة حياة السودانيين بسحرها اللانهائي، وقصصهم التي لا يُنازعهم أحد على تصديقها لأنهم عاشوها عياناً بياناً؛ لم يُخبرهم أحد عن ود حامد، ولي الله الصالح، إذ هُم التقوه. أمّا شجرة الدوم فهي لا تكتفي بمدّ ظلّها حتى يُظلّل من يقف على ضفة النهر الأخرى، ولا باستحالة نموّها على أرضٍ صخريّة؛ بل هي تسكن أحلامهم، وإن لم تكن مركزها، كانت موجودة في زمانٍ أو موضعٍ ما داخل دهاليز الأحلام.
اختياري وقرائتي لها ضمن غرفتنا (المناظر الطبيعيّة) يأتي لسبر غور علاقة السودانيين بهذه الطبيعة والمناظر المدهشة التي برع أديبنا الكبير في التعبير عنها، ووصفها وربطها بحياة الناس، بأسلوبه الساحر، وكلماته المتجذِّرة ليس فقط في تربة النص، وإنما في تربة أرض السودان.
----
- ملاحظة: قمتُ بتخطّي القصّة السياسيّة الواقعة في آخر النص، إذ يستطيع القارئ العثور على النص كاملاً في الكتاب المبذول على صفحات الإنترنت، ذلك لتقصير زمن القراءة، ولبُعدها عن ما نُريد أن نعرضه في غرفة المناظر الطبيعيّة.
- بالنسبة للترجمة الإنجليزيَّة، فهي لدينيس جونسون، والذي كان مُقرّباً من الطيب صالح، حيث تَرَجم رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" بالتزامن مع كتابة النص نفسه، إذ كان الطيب يُرسل ما يكتمل من فصول ويردّها إليه المُترجم الكبير منقولةً إلى الإنجليزيّة. و"هو مترجم بريطاني وُلد في كندا عام ١٩٢٢م، وعاش فترة من طفولته في القاهرة ووادي حلفا في السودان. يعتبر دنيس أحد أهم المترجمين الذين قدموا الأدب العربي إلى القارئ الغربي، وقد وصل ما ترجمه من الأدب العربي أكثر من ثلاثين مجلداً احتوت الكثير من الإبداعات القصصية والروائية العربية، وقد وصف كل من نجيب محفوظ وإدوارد سعيد دنيس جونسون برائد الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. توفي بالقاهرة يوم الاثنين 22 أيار 2017 عن عمر يناهز الـ 95 سنة.”.
مأمون التلب