أم كيكى آلة يَمتَاز بها السودان من حيث الصناعة
أم كيكي هي آلة نجدها في كثير من الدول العربية والإفريقية؛ في الجزائر تُسمَّى (الأمزاد)، وتعزف عليها النساء فقط. وفي بورندي تُسمَّى (اندونونقو)، وفي إثيوبيا (الماسنقو)، و(الرباب العربي) في أغلب دول الخليج، و(الأوروتو) في كينيا
/ الاجابات
أم كيكي هي آلة نجدها في كثير من الدول العربية والإفريقية؛ في الجزائر تُسمَّى (الأمزاد)، وتعزف عليها النساء فقط. وفي بورندي تُسمَّى (اندونونقو)، وفي إثيوبيا (الماسنقو)، و(الرباب العربي) في أغلب دول الخليج، و(الأوروتو) في كينيا، ونجدها منتشرة في غرب السودان عند قبائل البقارة. وهي آلة وترية (قوسية)، أي تصدر الصوت بواسطة قوس. يُمرَّر هذا القوس على وترٍ واحد مصنوع من الشَّعر الذي يُؤخذ من ذنب (الحصان)، وهذا يدلُّ على ارتباط هذه الآلة بقبائل البقارة، ويؤكد هذا ارتباط الحصان بالبقر. ومما هو مُسلَّم به عند هذه القبائل أنه لا توجد أبقار بدون حصان (لأن البقر إذا شرد لا يلحقه إلا الحصان). ويدلّ هذا على ارتباط الآلات الموسيقية بالبيئة التي تُستخدم فيها.
فالعازف لآلة أم كيكي في غرب السودان هو الذي يصنعها، وعندما يريد ذلك يقوم بتجهيز جلد الورل، وهو أهم جزء في هذه الآلة، لأنه يتحكَّم في مدى جمال صوتها، (حسب الفهم السمعي لدى صانع الآلة)، وغالباً ما يجد الورل في أثناء بحثه عن المرعى المناسب لأبقاره، ويسلخ الجلد بطريقة محدَّدة بحيث لا يكون فيه أيّ ثقب، ثم يترك هذا الجلد حتى يجفّ، وفي هذه الأثناء يبحث عن القرعة المناسبة لهذا الجلد.
وفي والوقت المناسب، وغالباً ما تكون فترة استقرار بالنسبة للصانع، يقوم بتجميع الآلة ويبدأ بقطع القَرعة إلى نصفين، وبعد ذلك يقوم بشدّ الجّلد على أحد النصفين ثم يُدخل الرقبة ويتركها حتى تجفّ لمدة يوم أو يومين، وفي هذه الفترة يقوم بتجهيز الوتر والقوس بالبحث عن أطول ذنب من ذيول الحصين، فيقوم بقطع عدد من السبيب الموجود فيه يتراوح عددها بين ١٠-١٥ سبيبة في الوتر، ونفس العدد أو قريب منه للقوس. وبعد أن يجفّ الجلد على القرعة يقوم بشد الوتر بواسطة خيط مربوط بطرفي السبيب، ويرفع الوتر بواسطة كبري من القرع (الحمار) حتى لا يلتصق بالرقبة؛ يكون واحد منها على سطح الجلد حتى يقوم بإظهار وتكبير الصوت الصادر من الوتر، والآخر يكون في أعلى الرقبة، وبهذا تكون الآلة جاهزة للعزف. ويُمرَّر القوس على (كعكول) من الصمغ المأخوذ من أشجار الهشاب (وهو منتشر في المنطقة) حتى يقوم بسد المسافات بين السبيب لإصدار الصوت عندما يُحَرَّك عليهِ الوتر (القلفونية)، ويتم تغيير الدرجات الصوتية بواسطة اللمس على الوتر أعلى الرقبة.
ويتم العزف على هذه الآلة جلوساً غالباً، بحيث يضعها العازف على فخذيه ويمسك بالقوس بإحدى يديه ويُغَيِّر الدرجات الصوتية باليد الأخرى.
.pdf.png)
الهدَّاي: صوت الشعب
هو رجل له وظيفة اجتماعية فى مناطق غرب السودان، وهو بمثابة إعلام شعبي قوي، وذلك لأنه يجوب ويطوف القرى زائراً ومُعلناً عن ما بداخله من أخبار ومَدح وزَم لمن يشاء. وهذه الوظيفة (الإعلام الشعبي) يقوم بها الهدَّاي والبوشاني والبرمكي والموقاي، ويَعزف أم كيكي وهو جالس في ما يُسمَّى (الضَرا) -مكان الضيافة فى القرى- يجلس وحوله الرجال يلتمسون من شِعره الحِكم ومعرفة الأخبار وآخر الأحداث، وفي عرض شِعره يَستَخدِم طريقة تُسمَّى (الربقي)، والقصيدة التي يتغنَّى بها تكون طويلة وتتغير قافيتها، تُسمَّى المَجدْوَلة، ويَظهر في أدائه نصف التون، وهذا هو الذي يربطه بالثقافة العربية والسلّم السباعي.
دفع الله الحاج على ٢٠١٠م
أم كيكي هي آلة نجدها في كثير من الدول العربية والإفريقية؛ في الجزائر تُسمَّى (الأمزاد)، وتعزف عليها النساء فقط. وفي بورندي تُسمَّى (اندونونقو)، وفي إثيوبيا (الماسنقو)، و(الرباب العربي) في أغلب دول الخليج، و(الأوروتو) في كينيا، ونجدها منتشرة في غرب السودان عند قبائل البقارة. وهي آلة وترية (قوسية)، أي تصدر الصوت بواسطة قوس. يُمرَّر هذا القوس على وترٍ واحد مصنوع من الشَّعر الذي يُؤخذ من ذنب (الحصان)، وهذا يدلُّ على ارتباط هذه الآلة بقبائل البقارة، ويؤكد هذا ارتباط الحصان بالبقر. ومما هو مُسلَّم به عند هذه القبائل أنه لا توجد أبقار بدون حصان (لأن البقر إذا شرد لا يلحقه إلا الحصان). ويدلّ هذا على ارتباط الآلات الموسيقية بالبيئة التي تُستخدم فيها.
فالعازف لآلة أم كيكي في غرب السودان هو الذي يصنعها، وعندما يريد ذلك يقوم بتجهيز جلد الورل، وهو أهم جزء في هذه الآلة، لأنه يتحكَّم في مدى جمال صوتها، (حسب الفهم السمعي لدى صانع الآلة)، وغالباً ما يجد الورل في أثناء بحثه عن المرعى المناسب لأبقاره، ويسلخ الجلد بطريقة محدَّدة بحيث لا يكون فيه أيّ ثقب، ثم يترك هذا الجلد حتى يجفّ، وفي هذه الأثناء يبحث عن القرعة المناسبة لهذا الجلد.
وفي والوقت المناسب، وغالباً ما تكون فترة استقرار بالنسبة للصانع، يقوم بتجميع الآلة ويبدأ بقطع القَرعة إلى نصفين، وبعد ذلك يقوم بشدّ الجّلد على أحد النصفين ثم يُدخل الرقبة ويتركها حتى تجفّ لمدة يوم أو يومين، وفي هذه الفترة يقوم بتجهيز الوتر والقوس بالبحث عن أطول ذنب من ذيول الحصين، فيقوم بقطع عدد من السبيب الموجود فيه يتراوح عددها بين ١٠-١٥ سبيبة في الوتر، ونفس العدد أو قريب منه للقوس. وبعد أن يجفّ الجلد على القرعة يقوم بشد الوتر بواسطة خيط مربوط بطرفي السبيب، ويرفع الوتر بواسطة كبري من القرع (الحمار) حتى لا يلتصق بالرقبة؛ يكون واحد منها على سطح الجلد حتى يقوم بإظهار وتكبير الصوت الصادر من الوتر، والآخر يكون في أعلى الرقبة، وبهذا تكون الآلة جاهزة للعزف. ويُمرَّر القوس على (كعكول) من الصمغ المأخوذ من أشجار الهشاب (وهو منتشر في المنطقة) حتى يقوم بسد المسافات بين السبيب لإصدار الصوت عندما يُحَرَّك عليهِ الوتر (القلفونية)، ويتم تغيير الدرجات الصوتية بواسطة اللمس على الوتر أعلى الرقبة.
ويتم العزف على هذه الآلة جلوساً غالباً، بحيث يضعها العازف على فخذيه ويمسك بالقوس بإحدى يديه ويُغَيِّر الدرجات الصوتية باليد الأخرى.
.pdf.png)
الهدَّاي: صوت الشعب
هو رجل له وظيفة اجتماعية فى مناطق غرب السودان، وهو بمثابة إعلام شعبي قوي، وذلك لأنه يجوب ويطوف القرى زائراً ومُعلناً عن ما بداخله من أخبار ومَدح وزَم لمن يشاء. وهذه الوظيفة (الإعلام الشعبي) يقوم بها الهدَّاي والبوشاني والبرمكي والموقاي، ويَعزف أم كيكي وهو جالس في ما يُسمَّى (الضَرا) -مكان الضيافة فى القرى- يجلس وحوله الرجال يلتمسون من شِعره الحِكم ومعرفة الأخبار وآخر الأحداث، وفي عرض شِعره يَستَخدِم طريقة تُسمَّى (الربقي)، والقصيدة التي يتغنَّى بها تكون طويلة وتتغير قافيتها، تُسمَّى المَجدْوَلة، ويَظهر في أدائه نصف التون، وهذا هو الذي يربطه بالثقافة العربية والسلّم السباعي.
دفع الله الحاج على ٢٠١٠م