تحضيرات الزواج
يَعلَم كل من يعرف السودان أن مناسبة الزواج في كافة أنحائه غنية بمزيج من العادات التي تُبهِج جميع الحواس بالروائح والموسيقى والأطعمة والرقص.
/ الاجابات
يَعلَم كل من يعرف السودان أن مناسبة الزواج في كافة أنحائه غنية بمزيج من العادات التي تُبهِج جميع الحواس بالروائح والموسيقى والأطعمة والرقص. وهو مهرجان تتصاعد وتيرته خلال أسابيع إلى يوم العرس والجرتق، ويَخفُت تدريجياً في الأيام التالية.
بعد نهاية الاحتفالات يجلس الأقارب للتحدث حول مجريات المناسبة وكيف تمت إدارتها، من حضر ومن لم غاب، وماذا ارتدى الناس، والأهم هل تم إكرام الجميع بالضيافة؟ كل ذلك وهم مستلقون على عناقريبهم (أَسِرَّة) وهم يحتسون القهوة. وبالرغم من أن هذه الموجة من الأفراح والمشاعر هي مرتبطة بجميع طقوس الزواج السوداني، إلا أنها تغيّرت وربما اختفت بمرور الزمن.
إحدى هذه العادات المندثرة هو قطع الرحط، والذي كانت ترتديه العروس في رقيص العروس، وهي إحدى أهم فعاليات العرس السوداني؛ حيث ترقص العروس وهي ترتدي الرحط وهو يتألَّف من شرائط رفيعة مجمعة ومتصلة بحزام في الخصر ويتدلى حتى الركبتين، وتكون عارية الصدر أمام العريس والأهل والجيران. وكانت هذه ممارسة مُتعَارَف عليها حتى أواخر القرن التاسع عشر. في منتصف القرن العشرين اختفى الرحط تدريجياً حتى أصبح يوضع تحت فستان قصير ترتديه العروس، بحيث يكون الصدر غير مكشوف.
بحلول عام ١٩٨٣م، ومع صدور قوانين الشريعة الإسلامية، اقتصر حضور رقيص العروس على النساء فقط، واختفى الرحط كلياً من مستلزمات لبس العروس.
ابتكرت العروسات حديثاً مختلف أشكال اللبس الجريء والذي يُظهِر جمال مفاتنهنّ. وأصبحت مناسبة رقيص العروس محصورة على عدد معروف من المدعوات، ويتم حراسته أمنياً وتُسحب أجهزة التصوير والهواتف لتجنب نشر خصوصيات الحفل في وسائل الميديا المختلفة.
واختفى الرحط التقليدي كلياً من ثقافة الزواج وأصبح لبس العروس ومدى تعريته أو حشمته يتأثر بعوامل مختلفة اجتماعية وسياسية واقتصادية.
ولكنفي حال الانقطاع الكلي بين الإنسان السوداني وعاداته، كما يحدث في الحرب الدائرة اليوم، كيف سيتم نقل مثل هذا التراث السوداني الحي وكيف سيكون تأثير هذا على عادات مثل الصبحية ورقيص العروس؟ هل ستستمر أم سيتم استبدالها بعادات أخرى؟ وهل ستكون لدى المجتمعات النازحة الرصيد الكافي من المعرفة لنقل هذا التراث؟.
وإلى أن نجد الإجابة على تساؤلاتنا هذه بمرور الزمن، يجب علينا توثيق وتدوين كل مايتوفر لدينا من معرفة عن كل هذا التراث الغني بالجمال والإبداع.
يَعلَم كل من يعرف السودان أن مناسبة الزواج في كافة أنحائه غنية بمزيج من العادات التي تُبهِج جميع الحواس بالروائح والموسيقى والأطعمة والرقص. وهو مهرجان تتصاعد وتيرته خلال أسابيع إلى يوم العرس والجرتق، ويَخفُت تدريجياً في الأيام التالية.
بعد نهاية الاحتفالات يجلس الأقارب للتحدث حول مجريات المناسبة وكيف تمت إدارتها، من حضر ومن لم غاب، وماذا ارتدى الناس، والأهم هل تم إكرام الجميع بالضيافة؟ كل ذلك وهم مستلقون على عناقريبهم (أَسِرَّة) وهم يحتسون القهوة. وبالرغم من أن هذه الموجة من الأفراح والمشاعر هي مرتبطة بجميع طقوس الزواج السوداني، إلا أنها تغيّرت وربما اختفت بمرور الزمن.
إحدى هذه العادات المندثرة هو قطع الرحط، والذي كانت ترتديه العروس في رقيص العروس، وهي إحدى أهم فعاليات العرس السوداني؛ حيث ترقص العروس وهي ترتدي الرحط وهو يتألَّف من شرائط رفيعة مجمعة ومتصلة بحزام في الخصر ويتدلى حتى الركبتين، وتكون عارية الصدر أمام العريس والأهل والجيران. وكانت هذه ممارسة مُتعَارَف عليها حتى أواخر القرن التاسع عشر. في منتصف القرن العشرين اختفى الرحط تدريجياً حتى أصبح يوضع تحت فستان قصير ترتديه العروس، بحيث يكون الصدر غير مكشوف.
بحلول عام ١٩٨٣م، ومع صدور قوانين الشريعة الإسلامية، اقتصر حضور رقيص العروس على النساء فقط، واختفى الرحط كلياً من مستلزمات لبس العروس.
ابتكرت العروسات حديثاً مختلف أشكال اللبس الجريء والذي يُظهِر جمال مفاتنهنّ. وأصبحت مناسبة رقيص العروس محصورة على عدد معروف من المدعوات، ويتم حراسته أمنياً وتُسحب أجهزة التصوير والهواتف لتجنب نشر خصوصيات الحفل في وسائل الميديا المختلفة.
واختفى الرحط التقليدي كلياً من ثقافة الزواج وأصبح لبس العروس ومدى تعريته أو حشمته يتأثر بعوامل مختلفة اجتماعية وسياسية واقتصادية.
ولكنفي حال الانقطاع الكلي بين الإنسان السوداني وعاداته، كما يحدث في الحرب الدائرة اليوم، كيف سيتم نقل مثل هذا التراث السوداني الحي وكيف سيكون تأثير هذا على عادات مثل الصبحية ورقيص العروس؟ هل ستستمر أم سيتم استبدالها بعادات أخرى؟ وهل ستكون لدى المجتمعات النازحة الرصيد الكافي من المعرفة لنقل هذا التراث؟.
وإلى أن نجد الإجابة على تساؤلاتنا هذه بمرور الزمن، يجب علينا توثيق وتدوين كل مايتوفر لدينا من معرفة عن كل هذا التراث الغني بالجمال والإبداع.