إيماءات وإشارات

الإيماءات غير اللفظية التي نقوم بها تجعلنا مميزين، ولكنها أيضًا تُتِيح لنا فهم بعضنا البعض أو حتى إجراء محادثات كاملة دون أن نفتح أفواهنا

اقرأ المزيد
معرض الصور
No items found.
Pointing at Speaker
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
زينب .ع .م جعفر
المحرر:
سارة النقر
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
هند عبد الباقي عبد القادر الزبير
المترجم:
النتيجة

  /  

العب مرة أخرى

  /   الاجابات

هناك نكتة قديمة عن طالب سوداني سافر إلى أوروبا منذ زمن بعيد، وكان يُخطئ في التعرُّف على أشخاص يظنّ أنّهم سودانيون بناءً على ملامحهم. وفي أحد الأيام، بينما كان يستقل قطار الأنفاق، صعد شخص تبدو عليه الملامح السودانية. كان الطالب قد فقد الأمل في العثور على شخص آخر من جنسيته، لكن الشخص جلسَ بجانبه، وعندما انحنى للجلوس أطلق صوت "أَحْ"، فاحتضنه الطالب على الفور.

تتحدث هذه النكتة عن الإيماءات غير اللفظية التي نقوم بها والتي تجعلنا مميزين، ولكنها أيضًا تُتِيح لنا فهم بعضنا البعض أو حتى إجراء محادثات كاملة دون أن نفتح أفواهنا.

يمكننا جميعاً التعرُّف على حركة ضَم أطراف الأصابع الخمسة معاً، التي غالباً ما تُنسب إلى المتحدثين الإيطاليين، باعتبارها حركة أكثر تهديداً وتُستخدم من قِبَل الأمهات الغاضبات للإشارة إلى عقوبة مُؤَجَّلة.

استخدام العيون والفم للتعبير عن فكرةٍ ما أمر شائع في المحادثات اليومية، وكذلك الأمر بالنسبة للرائحة. المرأة المتزوجة حديثاً تسير محاطة بسحابة من العطر أينما ذهبت، مما يشير إلى حالتها الاجتماعية الجديدة. ويمكنك التعرُّف على المرأة المتزوجة من خلال نمط حنّائها، حيث تُحصر تغطية أطراف الأصابع على النساء المتزوجات، ولكن من الأنماط وكمية الحناء يمكنك أن تعرف ما إذا كانت حديثة الزواج أم عروساً، أو حتى امرأة غير متزوجة لكنها قريبة جداً من العروس، مثل الأخت على سبيل المثال.

هناك إشارات يدويَّة أخرى حديثة الاختراع، مثل أسلوب الإشارة لركوب الباصات. فقد اختَرَع "الكماسرة" -وهم مساعدو السائقين- لغة كاملة للتواصل تختلف من مكان لآخر حسب نقطة الانطلاق والوجهة. لكنها رمزية للغاية، فمثلًا، الإشارة المتكررة إلى الأسفل تعني أن الباص سيلتزم بهذا الطريق، دوران الإصبع يعني أن الباص متجه إلى دوار، الإشارة شرقًا تعني أن الباص متجه إلى بحري أو الخرطوم، الواقعتين شرق النيل، بينما الإشارة غربًا تعني أن الباص متجه إلى الخرطوم إذا كُنتَ تستقلّ الباص من أم درمان أو بحري. أما الإشارة إلى الأعلى، فتعني أنه لا توجد مقاعد فارغة، وأنك ستضطر للوقوف بجانب الباب، وهو حق محفوظ للرجال فقط. الإشارة الأكثر إحباطًا في هذا السياق هي عندما "تنمو" للكُمساري أيدٍ متعددة، فهذا يعني أن الباب نفسه ممتلئ، ولن يتوقف الباص لأي كائنٍ حي أو غير حي.

عندما تكون داخل الباص، يهز الكمساري قبضته المليئة بالنقود المعدنية ليُعلِمك بضرورة الدفع، وهو لا يُفرقِع أصابعه إلا عندما يحاول أحد الركاب التظاهر بعدم سماع صوت النقود. لإيقاف الباص، يمكنك فرقعة أصابعك، لكن السائق لن يتوقف إلا بإشارة الكمساري، والتي تكون عادةً صفارة. الباص سيتوقف في أي مكان تريده، حتى لو كان في وسط النهر.

وفي عوالم المواصلات، هناك نظام إشارات آخر معروف، وهو استخدام أبواق الموسيقى من قبل الباصات والشاحنات في الطرق السريعة بين المدن. يستخدم السائقون الألحان للإعلان عن وصولهم أو لطلب كوب من القهوة من ست الشاي أثناء اقترابهم من المحطة. كما يتواصلون مع بعضهم البعض أو يقومون بذلك للمتعة فقط.

لوحة الغلاف من تصميم هند عبد الباقي

No items found.
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
زينب .ع .م جعفر
Editor
سارة النقر
مأمون التلب
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
هند عبد الباقي عبد القادر الزبير
Translator

هناك نكتة قديمة عن طالب سوداني سافر إلى أوروبا منذ زمن بعيد، وكان يُخطئ في التعرُّف على أشخاص يظنّ أنّهم سودانيون بناءً على ملامحهم. وفي أحد الأيام، بينما كان يستقل قطار الأنفاق، صعد شخص تبدو عليه الملامح السودانية. كان الطالب قد فقد الأمل في العثور على شخص آخر من جنسيته، لكن الشخص جلسَ بجانبه، وعندما انحنى للجلوس أطلق صوت "أَحْ"، فاحتضنه الطالب على الفور.

تتحدث هذه النكتة عن الإيماءات غير اللفظية التي نقوم بها والتي تجعلنا مميزين، ولكنها أيضًا تُتِيح لنا فهم بعضنا البعض أو حتى إجراء محادثات كاملة دون أن نفتح أفواهنا.

يمكننا جميعاً التعرُّف على حركة ضَم أطراف الأصابع الخمسة معاً، التي غالباً ما تُنسب إلى المتحدثين الإيطاليين، باعتبارها حركة أكثر تهديداً وتُستخدم من قِبَل الأمهات الغاضبات للإشارة إلى عقوبة مُؤَجَّلة.

استخدام العيون والفم للتعبير عن فكرةٍ ما أمر شائع في المحادثات اليومية، وكذلك الأمر بالنسبة للرائحة. المرأة المتزوجة حديثاً تسير محاطة بسحابة من العطر أينما ذهبت، مما يشير إلى حالتها الاجتماعية الجديدة. ويمكنك التعرُّف على المرأة المتزوجة من خلال نمط حنّائها، حيث تُحصر تغطية أطراف الأصابع على النساء المتزوجات، ولكن من الأنماط وكمية الحناء يمكنك أن تعرف ما إذا كانت حديثة الزواج أم عروساً، أو حتى امرأة غير متزوجة لكنها قريبة جداً من العروس، مثل الأخت على سبيل المثال.

هناك إشارات يدويَّة أخرى حديثة الاختراع، مثل أسلوب الإشارة لركوب الباصات. فقد اختَرَع "الكماسرة" -وهم مساعدو السائقين- لغة كاملة للتواصل تختلف من مكان لآخر حسب نقطة الانطلاق والوجهة. لكنها رمزية للغاية، فمثلًا، الإشارة المتكررة إلى الأسفل تعني أن الباص سيلتزم بهذا الطريق، دوران الإصبع يعني أن الباص متجه إلى دوار، الإشارة شرقًا تعني أن الباص متجه إلى بحري أو الخرطوم، الواقعتين شرق النيل، بينما الإشارة غربًا تعني أن الباص متجه إلى الخرطوم إذا كُنتَ تستقلّ الباص من أم درمان أو بحري. أما الإشارة إلى الأعلى، فتعني أنه لا توجد مقاعد فارغة، وأنك ستضطر للوقوف بجانب الباب، وهو حق محفوظ للرجال فقط. الإشارة الأكثر إحباطًا في هذا السياق هي عندما "تنمو" للكُمساري أيدٍ متعددة، فهذا يعني أن الباب نفسه ممتلئ، ولن يتوقف الباص لأي كائنٍ حي أو غير حي.

عندما تكون داخل الباص، يهز الكمساري قبضته المليئة بالنقود المعدنية ليُعلِمك بضرورة الدفع، وهو لا يُفرقِع أصابعه إلا عندما يحاول أحد الركاب التظاهر بعدم سماع صوت النقود. لإيقاف الباص، يمكنك فرقعة أصابعك، لكن السائق لن يتوقف إلا بإشارة الكمساري، والتي تكون عادةً صفارة. الباص سيتوقف في أي مكان تريده، حتى لو كان في وسط النهر.

وفي عوالم المواصلات، هناك نظام إشارات آخر معروف، وهو استخدام أبواق الموسيقى من قبل الباصات والشاحنات في الطرق السريعة بين المدن. يستخدم السائقون الألحان للإعلان عن وصولهم أو لطلب كوب من القهوة من ست الشاي أثناء اقترابهم من المحطة. كما يتواصلون مع بعضهم البعض أو يقومون بذلك للمتعة فقط.

لوحة الغلاف من تصميم هند عبد الباقي