الدور الثقافي والحواري للطبق
الطبق هو غطاء تقليديّ للطعام مَنسوج من جريد النخل والأعشاب الطويلة، وهو أداة مُتجذِّرة بعمق في الثقافة السودانية، خاصة في منطقة دارفور. تتم صناعة ونسج الطبق بشكل أساسي بواسطة النساء، وهو ليس مجرد أداة عملية للاستعمال المنزلي فحسب بل يُمثِّل رمزاً ثقافياً، وهو أيضاً وسيلة فريدة للتواصل.

/ الاجابات
الطبق هو غطاء تقليديّ للطعام مَنسوج من جريد النخل والأعشاب الطويلة، وهو أداة مُتجذِّرة بعمق في الثقافة السودانية، خاصة في منطقة دارفور. تتم صناعة ونسج الطبق بشكل أساسي بواسطة النساء، وهو ليس مجرد أداة عملية للاستعمال المنزلي فحسب بل يُمثِّل رمزاً ثقافياً، وهو أيضاً وسيلة فريدة للتواصل. تتم صناعة هذا النوع الفريد من السِلال باستخدام موادٍّ محلية مثل أوراق النخيل والأعشاب، التي يتم صبغها ونَسجُها في أنماط مُعقَّدة وحيوية.
على الرغم من استخدامه لتغطية الطعام، فإن للطبق أهمية اجتماعية وثقافية أوسع، حيث كان يستخدم تاريخياً للتواصل مع القادة المحليين، بما في ذلك شخصيات مثل السلطان علي دينار من دارفور.
كان السلطان علي دينار، آخر حاكم مستقل لمملكة دارفور، يحكم في أوائل القرن العشرين حتى وفاته في عام ١٩١٦. كان علي دينار يحظى باحترام عميق من شعبه، وكحاكم كان يعتمد على الممارسات الثقافية والرمزية للمنطقة لفهم مشاعر واحتياجات رعاياه. كانت التصاميم المُعقَّدة المنسوجة في الطبق تُستخدم كوسيلة تواصل غير مباشرة وسَلِسَة. إذ كان الحرفيون يخلقون أنماطًا وألوانًا محدَّدة في الطبق لنقل رسائل مثل الاحترام، الولاء، أو الطلبات للسلطان. على سبيل المثال، قد ترمز أشكال هندسية معينة إلى الولاء لعلي دينار، بينما قد تشير ترتيبات الألوان الخاصة إلى طلبات للحماية أو المباركات لأمرٍٍ ما.
كانت هذه الطريقة في التواصل غير المباشر من خلال الحرف مهمّة بشكل خاص في مجتمع كان الوصول المباشر إلى القادة فيه محدودًا. بالنسبة لشعب دارفور، أصبح الطبق وسيلة تفاعل محترمة ولكن غير مباشرة مع السلطان. لعبت النساء، اللواتي كنَّ يقمن بنسج الطبق دورًا أساسيًا في الحفاظ على هذه التقاليد. من خلال تضمين الأنماط الرمزية في أعمالهنّ، ساهمت هؤلاء النساء في الحوارات المجتمعية والسياسية، حيث نقلن مشاعر المجتمع الجماعية دون الحاجة إلى التعبير اللفظيّ. بهذه الطريقة، لم يكن الطبق مجرد أداة منزلية، بل كان قطعة من التراث الثقافي التي تربط الناس بحاكمهم.
إن الحِرَفِيَّة المتضمنة في صنع الطبق تعكس خبرة النساء السودانيات في الحِرَف اليدوية، ودورهنَّ الأساسي في الحفاظ على المعرفة الثقافية ونقلها؛ إذ يتم نقل فن صناعة الطبق عبر الأجيال، مع إضافة كل فنانة وصانعة للطبق تفسيرها الخاص للأنماط. بعض الأشكال الهندسية والزخارف تُعتَبر مُعترفٌ بها عبر السودان، وقد تحمل معانٍ معينة. على سبيل المثال، يرمز نمط الشكل الماسي إلى الحماية، بينما تمثل التصاميم المتعرجة استمرارية الحياة. هذه الأنماط تعمل كلغة "منسوجة" تتحدث عن القيم الثقافية والاجتماعية والروحية للمجتمع.
على الرغم من أن الحداثة والتطور قد جلبتا تغييرات في الحياة اليومية في السودان، إلا أن الطبق لا يزال يحظى بتقدير، سواءً لاستخدامه الوظيفي في المنزل أو كرمز للتراث السوداني. فهو كقطعة من الفن والتقاليد، لا يزال يمثل براعة ومرونة الحرفيين السودانيين، الذين يمثل عملهم شهادة على التاريخ الاجتماعي وهوية مناطق السودان. ونرى إن ارتباطه بالسلطان علي دينار يضيف طبقة تاريخية هامة، مما يُبرز دور الطبق كأداة عملية وأداة تواصل في سياق المجتمع السوداني.
صورة الغلاف: سوق ابو جهل في مدينة الأبيض بمنطقة كردفان وهو سوق تقليدي قديم تباع فيه كل انواع الفواكه و البقوليات و الأعمال اليدوية بأشكالها المختلفة © عصام أحمد عبد الحفيظ
الطبق هو غطاء تقليديّ للطعام مَنسوج من جريد النخل والأعشاب الطويلة، وهو أداة مُتجذِّرة بعمق في الثقافة السودانية، خاصة في منطقة دارفور. تتم صناعة ونسج الطبق بشكل أساسي بواسطة النساء، وهو ليس مجرد أداة عملية للاستعمال المنزلي فحسب بل يُمثِّل رمزاً ثقافياً، وهو أيضاً وسيلة فريدة للتواصل. تتم صناعة هذا النوع الفريد من السِلال باستخدام موادٍّ محلية مثل أوراق النخيل والأعشاب، التي يتم صبغها ونَسجُها في أنماط مُعقَّدة وحيوية.
على الرغم من استخدامه لتغطية الطعام، فإن للطبق أهمية اجتماعية وثقافية أوسع، حيث كان يستخدم تاريخياً للتواصل مع القادة المحليين، بما في ذلك شخصيات مثل السلطان علي دينار من دارفور.
كان السلطان علي دينار، آخر حاكم مستقل لمملكة دارفور، يحكم في أوائل القرن العشرين حتى وفاته في عام ١٩١٦. كان علي دينار يحظى باحترام عميق من شعبه، وكحاكم كان يعتمد على الممارسات الثقافية والرمزية للمنطقة لفهم مشاعر واحتياجات رعاياه. كانت التصاميم المُعقَّدة المنسوجة في الطبق تُستخدم كوسيلة تواصل غير مباشرة وسَلِسَة. إذ كان الحرفيون يخلقون أنماطًا وألوانًا محدَّدة في الطبق لنقل رسائل مثل الاحترام، الولاء، أو الطلبات للسلطان. على سبيل المثال، قد ترمز أشكال هندسية معينة إلى الولاء لعلي دينار، بينما قد تشير ترتيبات الألوان الخاصة إلى طلبات للحماية أو المباركات لأمرٍٍ ما.
كانت هذه الطريقة في التواصل غير المباشر من خلال الحرف مهمّة بشكل خاص في مجتمع كان الوصول المباشر إلى القادة فيه محدودًا. بالنسبة لشعب دارفور، أصبح الطبق وسيلة تفاعل محترمة ولكن غير مباشرة مع السلطان. لعبت النساء، اللواتي كنَّ يقمن بنسج الطبق دورًا أساسيًا في الحفاظ على هذه التقاليد. من خلال تضمين الأنماط الرمزية في أعمالهنّ، ساهمت هؤلاء النساء في الحوارات المجتمعية والسياسية، حيث نقلن مشاعر المجتمع الجماعية دون الحاجة إلى التعبير اللفظيّ. بهذه الطريقة، لم يكن الطبق مجرد أداة منزلية، بل كان قطعة من التراث الثقافي التي تربط الناس بحاكمهم.
إن الحِرَفِيَّة المتضمنة في صنع الطبق تعكس خبرة النساء السودانيات في الحِرَف اليدوية، ودورهنَّ الأساسي في الحفاظ على المعرفة الثقافية ونقلها؛ إذ يتم نقل فن صناعة الطبق عبر الأجيال، مع إضافة كل فنانة وصانعة للطبق تفسيرها الخاص للأنماط. بعض الأشكال الهندسية والزخارف تُعتَبر مُعترفٌ بها عبر السودان، وقد تحمل معانٍ معينة. على سبيل المثال، يرمز نمط الشكل الماسي إلى الحماية، بينما تمثل التصاميم المتعرجة استمرارية الحياة. هذه الأنماط تعمل كلغة "منسوجة" تتحدث عن القيم الثقافية والاجتماعية والروحية للمجتمع.
على الرغم من أن الحداثة والتطور قد جلبتا تغييرات في الحياة اليومية في السودان، إلا أن الطبق لا يزال يحظى بتقدير، سواءً لاستخدامه الوظيفي في المنزل أو كرمز للتراث السوداني. فهو كقطعة من الفن والتقاليد، لا يزال يمثل براعة ومرونة الحرفيين السودانيين، الذين يمثل عملهم شهادة على التاريخ الاجتماعي وهوية مناطق السودان. ونرى إن ارتباطه بالسلطان علي دينار يضيف طبقة تاريخية هامة، مما يُبرز دور الطبق كأداة عملية وأداة تواصل في سياق المجتمع السوداني.
صورة الغلاف: سوق ابو جهل في مدينة الأبيض بمنطقة كردفان وهو سوق تقليدي قديم تباع فيه كل انواع الفواكه و البقوليات و الأعمال اليدوية بأشكالها المختلفة © عصام أحمد عبد الحفيظ