حوارٌ مع عوالم أخرى

اقرأ المزيد
معرض الصور
No items found.
Pointing at Speaker
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
زينب .ع .م جعفر
المحرر:
سارة النقر
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
المترجم:
هند عبد الباقي عبد القادر الزبير
النتيجة

  /  

العب مرة أخرى

  /   الاجابات

للشيوخ وأصحاب الكرامات مكانة مهمة في المجتمع السوداني، خصوصاً في المفاهيم الصوفية، كمثل الشيوخ من يتبعون الطرق الإسلامية للعلاج والرقية الشرعية، وهي تعتمد القرآن والسنة كمرجع للعلاج. السحر والشعوذة هي ممارسات محرمة في الدين الإسلامي، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك شيوخ يستخدمون السحر لأغراض أخرى، يطلق عليهم مصطلح الشيوخ الروحانيين. عادة ترتبط زيارة مثل هذه المزارات بطلبات درامية الطبع مثل جلب الحبيب، فك العوارض أو التحكم بقرار شخص، وقد تكون طلبات أكثر شراً مثل جلب الحظ السيء على شخص آخر، أو ما يسمى "بكتابة" شخص. على خلاف الشيوخ "الفقرا" وأصحاب الكرامات، يعتمد الشيوخ الروحانيين على قدرتهم على تواصل مع كائنات من عوالم أخرى، حيث يقوم الساحر بعقد اتفاق مع "خادم السحر" (جني/مارد/عفريت) على أن يُتِمَّ أمر بالنيابة عنه بعد تبادل منافع مع الساحر، وهو نوع من التواصل يعتبر محفوفاً بالمخاطر.

الجِنّ مفردها جِنِّيّ أو "جِنِّيَّة" وهو من الفعل جَنَّ (بفتح الجيم وتشديد النون وفتحها) بمعنى استَتر وغطَّى، وهم وبحسب مختلف الأديان والأساطير العربية القديمة مخلوقات تعيش في ذات العالم، ولكن لا يمكن رؤيتها عادة، وهي خارقة للطبيعة التي تدركها حواسنا، لها عقول وفهم، ويقال إنما سميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا تُرى. أجمع المسلمون على إقرار وجودها.

في السودان يعتقد البعض أن الاعتقاد بالجن والسحر هي عادة قديمة ترجع لعصور ما قبل نشأة الحضارة الكوشية. وفي التاريخ الحديث، ​​يَعتقد سُكَّان جزيرة سواكن التاريخية الأثرية أن الجن يسكنها منذ عهد النبي سليمان، ومنه جاء الاسم "سواكن"، ونُسجت حولها الكثير من القصص والأساطير، فمن منّا لم يسمع عن قطط سواكن؟. وللجن وقبائل الجن الكثير من النصوص والدراسات الدينية، كما له ولعالم الغيب الكثير من الممارسات التراثية في الإرث السوداني، قد اندثر الكثير منها وما زال يمارسها البعض، وإن كان أغلب الممارسين لا يعلمون علاقتها بهذا النوع من المعتقدات.

كمثال للممارسات في الحماية من الجن ما يَتَمثَّل في صنع التمائم والأحجبة -جمع حجاب- وربط الخرز على الأطفال وحتى الماشية، هي معتقدات بأنها تحمي من الجن والأرواح الشريرة وكذلك مفهوم العالم السفلي. وما زالت تُمارس في أماكن مختلفة من السودان، مثلها مثل الحريرة، وهي عبارة عن خيوط من الحرير الخالص يُضفَر وتتخلَّله خُرزة زرقاء تُربط في معصم اليد في العادات والتقاليد السودانية المرتبطة بالزواج، الجرتق على الخصوص، والطهور. قد لا تكون الحريرة بنفس وضوح التمائم إلا أنها أيضاً ترتبط بمفهوم الحماية من الأرواح الشريرة والعين والحَسد والجن، وتقوم بالإشراف على صنعها وربطها النساء الكبار في السن؛ حيث يكنّ قريبات الزوج أو الزوجة أو الخالات والعمات والجدات، وأيضاً أم أو جدة الطفل عند الطهور (الختان).

وكتبت أستاذة أماني بشير، مديرة متحف شيكان، عن عادات منطقة الأبيض وكردفان في ما يخص خاتم الجنيه، وهو عبارة عن قطعة معدنية مرسومٌ على الوجه الأول صورة رجل والوجه الآخر قيمة لعملة الجنيه. يُرتَدى الجنيه كقطعة حلي أصل صنعها من الذهب الخالص، لكن توجد الفضة ومعادن أخرى ترتديها النساء بصورة أساسية للزينة، وتتمثّل معتقدات لبس خاتم الجنيه في الحفظ من الأرواح الشريرة، ولذلك ترتديه العروس لمدة أربعين يوم بعد الزواج، ويعتقد في تلك الفترة أنها تكون في أبهى جمالها وأن الأرواح الشريرة تكثُر من حولها، وأيضاً ترتديه المرأة النَفَسَاء في فترة النفاس لذات المعتقد، أيضاً يرتديه العريس لمدة سبعة أيام من زواجه. من هذا المنطلق وُضع لبس خاتم الجنيه للحماية من الطاقات السلبية التي يمكن أن تضرّ الإنسان.

بينما الأحجبة والحريرة والجنيه كلها تمائم تعني الحماية وقطع التواصل مع العوالم الأخرى، إلا أن هناك ممارسات أخرى مهمتها التواصل مع الجن مباشرة، لطرح أسئلة أو غيرها، أشهرها "رمي الوَدِع" و"الزَّار/الظّار". رمي الودع هو نوع من أنواع قراءة الطالع، وتُرمى فيه قواقع أو صدف البحر يختار منها سبع صدفات متشابهة وبشكل معروف، تحرك معاً داخل الكف وهي مغلقة ثم تُلقى على الأرض، لتقوم قارئة الطالع بترجمة الرسالة الناتجة من وضعية الصدفات بحسب مدى قربها أو بعدها عن بعضها، أو إن كانت مقلوبة على ظهرها أو على وجهها، فما يستقر عليه "الودع" في كل مرة له قراءة خاصة ربما تكون مؤكِّدة للقراءة السابقة أو مختلفة عنها. و عادة يبحث السائل عن إجابات عن أشخاص آخرين ومعرفة أسباب مشاكلهم، وليس شرطاً أن تكون متعلقة بالمستقبل بل قد تكون متعلقة بالماضي أو المستقبل أو مزيج منهما. ويعتقد في مقدرة قارئة الودع من التواصل مع عالم آخر وترجمة تلك الرسائل عبر استخدام الصَدَف. وذلك بعكس حالة الزار/الظار أو ما يعرف بالريح الأحمر، حيث تكون الزائرة هي "الممسوسة" وفي حاجة لتقديم طقس للجن وتلبي الكثير من الرغبات لتصبح أفضل.

يُعتقد أن الزار يأتي من أصول إفريقية، انتقل من الحبشة إلى السودان ومصر وهو طقس استحضار أرواح الأسلاف والأسياد والشيوخ وتحقيق طلباتهم أو تقمص أرواحهم بغرض شفاء المرضى ممن تتلبسهم الجن. يرى الكثير من الناس أن الزار طقس علاجي، له الفضل في علاج كثير من الحالات النفسية الهستيرية، كما هو طريقة للنساء في التعامل مع ضغوط حياتهن. ويتم عبر تحقيق طلبات الأسياد، كتخصيص طعام وموسيقى وأغانٍ وعطور وبخور وملابس وغيرها لهذا الطقس، وتحضر الطقس الكثير من النساء اللاتي يلعبن أدواراً مختلفة؛ مثل شيخة الزار ولها مساعدات ونائبة تتولى مراقبة الحفل وضبطه، وحبوبة الكانون المسؤولة من الطعام وغيرهن. وهناك اختلاف في أنواع احتفالات الزار تسمى خيوط التي تقام مع اختلاف الطقوس، حسب نوع أو جنس الجن صاحب المس، كخيط الزرق أو السود، وتكون "المزيورات" في خيط الزرق من قبائل غرب إفريقيا، مثل الهوسا والفلاتة وجنوب السودان، ويكون طعامهم وموسيقاهم وملابسهم بحسب عاداتهم الأصلية. وبصورة مشابهة خيط الحبش وخيط الخواجات وغيرهم.

بعيداً عن عالم الجن والسحر يفضل المسلمون طلب الحاجة من الله سبحانه وتعالى من غير وسيط، والتبرك بالكرامة وهي الصدقة، أيضاً تُسمى البركة وهي ممارسة اجتماعية تؤديها المجتمعات بنية التقرب والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ورفع البلاء أو تخفيف المصائب أو الشكر على نعمة أو فرح أو استجابة دعوة. كرامة البليلة عبارة عن وجبة يتم إعدادها وتوزيعها للمحتاجين والمساكين، وارتبطت أعراف معينة بكرامة البليلة أهمها أن يتم طبخ البليلة في إناء أو قِدر مفتوح حيث يعتقد أن بوخ البليلة (البُخار) يصعد إلى السماء ويأخذ معه كل الشر والأمراض والبلاء، إضافة إلى الأدعية التي يتم ترديدها أثناء الطبخ والتوزيع، ومن الشائع أن دعوة الكرامة لا تُرد أو تُرفض وكل إنسان يصادف البليلة يجب أن يَحظى بنصيبٍ منها ولو القليل للتبرُّك، لذا أُطلق عليها اسم البركة، اعتقاداً منهم في أهميتها.

تظل رغبة البشر في التواصل مع عوالم أخرى غير مرئية أمر قديم ومشترك بين أغلب شعوب العالم، لكلٍّ منهم دلالات وأغراض.

صورة الغلاف: حولية الشيخ حمد النيل في أم درمان © يوسف الشيخ

No items found.
نُشر بتاريخ
17/2/25
المؤلف:
زينب .ع .م جعفر
Editor
سارة النقر
مأمون التلب
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
Translator
هند عبد الباقي عبد القادر الزبير

للشيوخ وأصحاب الكرامات مكانة مهمة في المجتمع السوداني، خصوصاً في المفاهيم الصوفية، كمثل الشيوخ من يتبعون الطرق الإسلامية للعلاج والرقية الشرعية، وهي تعتمد القرآن والسنة كمرجع للعلاج. السحر والشعوذة هي ممارسات محرمة في الدين الإسلامي، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك شيوخ يستخدمون السحر لأغراض أخرى، يطلق عليهم مصطلح الشيوخ الروحانيين. عادة ترتبط زيارة مثل هذه المزارات بطلبات درامية الطبع مثل جلب الحبيب، فك العوارض أو التحكم بقرار شخص، وقد تكون طلبات أكثر شراً مثل جلب الحظ السيء على شخص آخر، أو ما يسمى "بكتابة" شخص. على خلاف الشيوخ "الفقرا" وأصحاب الكرامات، يعتمد الشيوخ الروحانيين على قدرتهم على تواصل مع كائنات من عوالم أخرى، حيث يقوم الساحر بعقد اتفاق مع "خادم السحر" (جني/مارد/عفريت) على أن يُتِمَّ أمر بالنيابة عنه بعد تبادل منافع مع الساحر، وهو نوع من التواصل يعتبر محفوفاً بالمخاطر.

الجِنّ مفردها جِنِّيّ أو "جِنِّيَّة" وهو من الفعل جَنَّ (بفتح الجيم وتشديد النون وفتحها) بمعنى استَتر وغطَّى، وهم وبحسب مختلف الأديان والأساطير العربية القديمة مخلوقات تعيش في ذات العالم، ولكن لا يمكن رؤيتها عادة، وهي خارقة للطبيعة التي تدركها حواسنا، لها عقول وفهم، ويقال إنما سميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا تُرى. أجمع المسلمون على إقرار وجودها.

في السودان يعتقد البعض أن الاعتقاد بالجن والسحر هي عادة قديمة ترجع لعصور ما قبل نشأة الحضارة الكوشية. وفي التاريخ الحديث، ​​يَعتقد سُكَّان جزيرة سواكن التاريخية الأثرية أن الجن يسكنها منذ عهد النبي سليمان، ومنه جاء الاسم "سواكن"، ونُسجت حولها الكثير من القصص والأساطير، فمن منّا لم يسمع عن قطط سواكن؟. وللجن وقبائل الجن الكثير من النصوص والدراسات الدينية، كما له ولعالم الغيب الكثير من الممارسات التراثية في الإرث السوداني، قد اندثر الكثير منها وما زال يمارسها البعض، وإن كان أغلب الممارسين لا يعلمون علاقتها بهذا النوع من المعتقدات.

كمثال للممارسات في الحماية من الجن ما يَتَمثَّل في صنع التمائم والأحجبة -جمع حجاب- وربط الخرز على الأطفال وحتى الماشية، هي معتقدات بأنها تحمي من الجن والأرواح الشريرة وكذلك مفهوم العالم السفلي. وما زالت تُمارس في أماكن مختلفة من السودان، مثلها مثل الحريرة، وهي عبارة عن خيوط من الحرير الخالص يُضفَر وتتخلَّله خُرزة زرقاء تُربط في معصم اليد في العادات والتقاليد السودانية المرتبطة بالزواج، الجرتق على الخصوص، والطهور. قد لا تكون الحريرة بنفس وضوح التمائم إلا أنها أيضاً ترتبط بمفهوم الحماية من الأرواح الشريرة والعين والحَسد والجن، وتقوم بالإشراف على صنعها وربطها النساء الكبار في السن؛ حيث يكنّ قريبات الزوج أو الزوجة أو الخالات والعمات والجدات، وأيضاً أم أو جدة الطفل عند الطهور (الختان).

وكتبت أستاذة أماني بشير، مديرة متحف شيكان، عن عادات منطقة الأبيض وكردفان في ما يخص خاتم الجنيه، وهو عبارة عن قطعة معدنية مرسومٌ على الوجه الأول صورة رجل والوجه الآخر قيمة لعملة الجنيه. يُرتَدى الجنيه كقطعة حلي أصل صنعها من الذهب الخالص، لكن توجد الفضة ومعادن أخرى ترتديها النساء بصورة أساسية للزينة، وتتمثّل معتقدات لبس خاتم الجنيه في الحفظ من الأرواح الشريرة، ولذلك ترتديه العروس لمدة أربعين يوم بعد الزواج، ويعتقد في تلك الفترة أنها تكون في أبهى جمالها وأن الأرواح الشريرة تكثُر من حولها، وأيضاً ترتديه المرأة النَفَسَاء في فترة النفاس لذات المعتقد، أيضاً يرتديه العريس لمدة سبعة أيام من زواجه. من هذا المنطلق وُضع لبس خاتم الجنيه للحماية من الطاقات السلبية التي يمكن أن تضرّ الإنسان.

بينما الأحجبة والحريرة والجنيه كلها تمائم تعني الحماية وقطع التواصل مع العوالم الأخرى، إلا أن هناك ممارسات أخرى مهمتها التواصل مع الجن مباشرة، لطرح أسئلة أو غيرها، أشهرها "رمي الوَدِع" و"الزَّار/الظّار". رمي الودع هو نوع من أنواع قراءة الطالع، وتُرمى فيه قواقع أو صدف البحر يختار منها سبع صدفات متشابهة وبشكل معروف، تحرك معاً داخل الكف وهي مغلقة ثم تُلقى على الأرض، لتقوم قارئة الطالع بترجمة الرسالة الناتجة من وضعية الصدفات بحسب مدى قربها أو بعدها عن بعضها، أو إن كانت مقلوبة على ظهرها أو على وجهها، فما يستقر عليه "الودع" في كل مرة له قراءة خاصة ربما تكون مؤكِّدة للقراءة السابقة أو مختلفة عنها. و عادة يبحث السائل عن إجابات عن أشخاص آخرين ومعرفة أسباب مشاكلهم، وليس شرطاً أن تكون متعلقة بالمستقبل بل قد تكون متعلقة بالماضي أو المستقبل أو مزيج منهما. ويعتقد في مقدرة قارئة الودع من التواصل مع عالم آخر وترجمة تلك الرسائل عبر استخدام الصَدَف. وذلك بعكس حالة الزار/الظار أو ما يعرف بالريح الأحمر، حيث تكون الزائرة هي "الممسوسة" وفي حاجة لتقديم طقس للجن وتلبي الكثير من الرغبات لتصبح أفضل.

يُعتقد أن الزار يأتي من أصول إفريقية، انتقل من الحبشة إلى السودان ومصر وهو طقس استحضار أرواح الأسلاف والأسياد والشيوخ وتحقيق طلباتهم أو تقمص أرواحهم بغرض شفاء المرضى ممن تتلبسهم الجن. يرى الكثير من الناس أن الزار طقس علاجي، له الفضل في علاج كثير من الحالات النفسية الهستيرية، كما هو طريقة للنساء في التعامل مع ضغوط حياتهن. ويتم عبر تحقيق طلبات الأسياد، كتخصيص طعام وموسيقى وأغانٍ وعطور وبخور وملابس وغيرها لهذا الطقس، وتحضر الطقس الكثير من النساء اللاتي يلعبن أدواراً مختلفة؛ مثل شيخة الزار ولها مساعدات ونائبة تتولى مراقبة الحفل وضبطه، وحبوبة الكانون المسؤولة من الطعام وغيرهن. وهناك اختلاف في أنواع احتفالات الزار تسمى خيوط التي تقام مع اختلاف الطقوس، حسب نوع أو جنس الجن صاحب المس، كخيط الزرق أو السود، وتكون "المزيورات" في خيط الزرق من قبائل غرب إفريقيا، مثل الهوسا والفلاتة وجنوب السودان، ويكون طعامهم وموسيقاهم وملابسهم بحسب عاداتهم الأصلية. وبصورة مشابهة خيط الحبش وخيط الخواجات وغيرهم.

بعيداً عن عالم الجن والسحر يفضل المسلمون طلب الحاجة من الله سبحانه وتعالى من غير وسيط، والتبرك بالكرامة وهي الصدقة، أيضاً تُسمى البركة وهي ممارسة اجتماعية تؤديها المجتمعات بنية التقرب والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ورفع البلاء أو تخفيف المصائب أو الشكر على نعمة أو فرح أو استجابة دعوة. كرامة البليلة عبارة عن وجبة يتم إعدادها وتوزيعها للمحتاجين والمساكين، وارتبطت أعراف معينة بكرامة البليلة أهمها أن يتم طبخ البليلة في إناء أو قِدر مفتوح حيث يعتقد أن بوخ البليلة (البُخار) يصعد إلى السماء ويأخذ معه كل الشر والأمراض والبلاء، إضافة إلى الأدعية التي يتم ترديدها أثناء الطبخ والتوزيع، ومن الشائع أن دعوة الكرامة لا تُرد أو تُرفض وكل إنسان يصادف البليلة يجب أن يَحظى بنصيبٍ منها ولو القليل للتبرُّك، لذا أُطلق عليها اسم البركة، اعتقاداً منهم في أهميتها.

تظل رغبة البشر في التواصل مع عوالم أخرى غير مرئية أمر قديم ومشترك بين أغلب شعوب العالم، لكلٍّ منهم دلالات وأغراض.

صورة الغلاف: حولية الشيخ حمد النيل في أم درمان © يوسف الشيخ