الطعام الخارٍق
إن مفهوم الطعام الخارٍق جديد والمصطلح نفسه عبارة عن حيلة تسويقية أكثر من كونه تصنيفًا علميًا.
/ الاجابات
يُعد العامل المشترك بين الأطعمة الخارقة والنباتات الطبيّة هو محتواها من العناصر المفيدة للصحة العامة. بينما تُعرف الأطعمة الخارقة بفوائدها الغذائية كجزءٍ من النظام الغذائي اليوميّ، تتميَّز النباتات الطبيَّة بآثارها العلاجية الملموسة. لكن في كثير من الأحايين يكون الفرق غير واضح؛ حيث أن العديد من الأطعمة والنباتات تؤدي أغراضًاً غذائية وطبّية على حدٍّ سواء، مما يُساهِم في الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها.
إن مصطلح الأطعمة الخارقة جديداً، وهي وسيلة ترويجيَّة للتسويق أكثر من كونها مصطلحاً أو تصنيفاً علميَّاً. لا يمكن أن يُوفِّر طعامٌ واحد جميع العناصر الغذائية اللازمة للصحة الجيدة أيَّاً كان، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوِّعة من الأطعمة. ومع ذلك، من المثير للاهتمام ملاحظة أنه عندما ننظر إلى بعض المكونات الرئيسية للطعام السوداني، يمكننا أن نرى كيف يتم تصنيفها في الغرب كـ"أطعمة خارقة"، أو أطعمة يُعتقد أنها تُعزِّز الجهاز المناعي. ومن الأمثلة على ذلك شاي الكركديه الذي يُعرف بإمكانيَّاته في خفض ضغط الدم، ودقيق الذرة البيضاء -وهو غذاء أساسي في جميع أنحاء السودان- يُعتقد أنه مفيد للهضم، والبامية التي يُقال إنها تساعد في التحكّم في مستويات السكر في الدم، والحِلبَة التي تُضاف إلى الحليب ويُعتقد أنها تساعد في الهضم، والتمر الغني بالطاقة، ويُعرف بأنه جيّد للقلب. علاوةً على ذلك، يتكوَّن جزء كبير من النظام الغذائي السوداني من الأطعمة المُخَمَّرة، وهو إحدى طرق تحضير الطعام التي يتم الترويج لها حالياً باعتبارها ضرورية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بسبب غنى الأطعمة المُخَمَّرة بالبروبيوتيك التي تتغذى عليها البكتيريا.
كثيرٌ من هذه الأطعمة والنباتات تُستخدم في السودان منذ القدم لأغراض علاجية، بالأخص نبتة تسمى محلياً بالقرض، واسمها العلمي أكاشيا نيلوتيكا (السنط النيلي)، وهي معروفة جداً في السودان وقد أثارت جدلاً كبيراً في فترة انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان البعض يؤمن بقدرة أبخرة دخان القرض على توفير وقاية من الفيروس، بينما كان المختصون في الحقل الطبي يَحذرون من التأثيرات السلبية للدخان على الأشخاص المصابين بالحساسية أو مشاكل التنفس. الاعتقاد في الصفات الطبية للقرض له جذور بعيدة؛ فقد وَرَد ذكره في المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، واستُخدِمَ أيضاً لقرون في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. تم استخدامه للاعقاد في قدرته على التخفيف والعلاج من العديد من الأمراض المعدية. وعلى المستوى المحلي، استخدمه المعالجون التقليديون في السودان ووادي النيل وكذلك في مصر القديمة لعلاج الجروح كمُطَهِّر، كما استُخدِمَ أيضاً كمضادّ للالتهاب ومُسَكِّن للألم.
إلى يومنا هذا يُستخدم القرض (السنط) على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك أوراق الشجرة ولحائها، ونظراً لتَنَوُّع استخدامها وفوائدها العلاجية من خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات والأكسدة، وكمطَهِّرة، ومضادَّة للسكريّ، مما يجعله مكوّناً قيِّماً للطب التقليدي لعلاج مختلف الأمراض. ومع أن هذه الاستخدامات التقليدية مدعومة ببعض الأبحاث العلمية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقُّق الكامل من فعاليَّته وسلامته من منظور الطبّ الحديث.
صورة العنوان © ساري عمر، ود حجام، جنوب جنوب دارفور
يُعد العامل المشترك بين الأطعمة الخارقة والنباتات الطبيّة هو محتواها من العناصر المفيدة للصحة العامة. بينما تُعرف الأطعمة الخارقة بفوائدها الغذائية كجزءٍ من النظام الغذائي اليوميّ، تتميَّز النباتات الطبيَّة بآثارها العلاجية الملموسة. لكن في كثير من الأحايين يكون الفرق غير واضح؛ حيث أن العديد من الأطعمة والنباتات تؤدي أغراضًاً غذائية وطبّية على حدٍّ سواء، مما يُساهِم في الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها.
إن مصطلح الأطعمة الخارقة جديداً، وهي وسيلة ترويجيَّة للتسويق أكثر من كونها مصطلحاً أو تصنيفاً علميَّاً. لا يمكن أن يُوفِّر طعامٌ واحد جميع العناصر الغذائية اللازمة للصحة الجيدة أيَّاً كان، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوِّعة من الأطعمة. ومع ذلك، من المثير للاهتمام ملاحظة أنه عندما ننظر إلى بعض المكونات الرئيسية للطعام السوداني، يمكننا أن نرى كيف يتم تصنيفها في الغرب كـ"أطعمة خارقة"، أو أطعمة يُعتقد أنها تُعزِّز الجهاز المناعي. ومن الأمثلة على ذلك شاي الكركديه الذي يُعرف بإمكانيَّاته في خفض ضغط الدم، ودقيق الذرة البيضاء -وهو غذاء أساسي في جميع أنحاء السودان- يُعتقد أنه مفيد للهضم، والبامية التي يُقال إنها تساعد في التحكّم في مستويات السكر في الدم، والحِلبَة التي تُضاف إلى الحليب ويُعتقد أنها تساعد في الهضم، والتمر الغني بالطاقة، ويُعرف بأنه جيّد للقلب. علاوةً على ذلك، يتكوَّن جزء كبير من النظام الغذائي السوداني من الأطعمة المُخَمَّرة، وهو إحدى طرق تحضير الطعام التي يتم الترويج لها حالياً باعتبارها ضرورية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بسبب غنى الأطعمة المُخَمَّرة بالبروبيوتيك التي تتغذى عليها البكتيريا.
كثيرٌ من هذه الأطعمة والنباتات تُستخدم في السودان منذ القدم لأغراض علاجية، بالأخص نبتة تسمى محلياً بالقرض، واسمها العلمي أكاشيا نيلوتيكا (السنط النيلي)، وهي معروفة جداً في السودان وقد أثارت جدلاً كبيراً في فترة انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان البعض يؤمن بقدرة أبخرة دخان القرض على توفير وقاية من الفيروس، بينما كان المختصون في الحقل الطبي يَحذرون من التأثيرات السلبية للدخان على الأشخاص المصابين بالحساسية أو مشاكل التنفس. الاعتقاد في الصفات الطبية للقرض له جذور بعيدة؛ فقد وَرَد ذكره في المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، واستُخدِمَ أيضاً لقرون في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. تم استخدامه للاعقاد في قدرته على التخفيف والعلاج من العديد من الأمراض المعدية. وعلى المستوى المحلي، استخدمه المعالجون التقليديون في السودان ووادي النيل وكذلك في مصر القديمة لعلاج الجروح كمُطَهِّر، كما استُخدِمَ أيضاً كمضادّ للالتهاب ومُسَكِّن للألم.
إلى يومنا هذا يُستخدم القرض (السنط) على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك أوراق الشجرة ولحائها، ونظراً لتَنَوُّع استخدامها وفوائدها العلاجية من خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات والأكسدة، وكمطَهِّرة، ومضادَّة للسكريّ، مما يجعله مكوّناً قيِّماً للطب التقليدي لعلاج مختلف الأمراض. ومع أن هذه الاستخدامات التقليدية مدعومة ببعض الأبحاث العلمية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقُّق الكامل من فعاليَّته وسلامته من منظور الطبّ الحديث.
صورة العنوان © ساري عمر، ود حجام، جنوب جنوب دارفور