نموذج الجُبرَاكة الزراعي
الجبراكة -وجمعها جباريك- هو مصطلح من غرب السودان، ويُعدّ من المُمَارسات الزراعية التقليدية التي تُشَكِّل جزءاً أساسياً من حياة المجتمعات الريفية في مناطق غرب السودان.








/ الاجابات
الجبراكة -وجمعها جباريك- هو مصطلح من غرب السودان، ويُعدّ من المُمَارسات الزراعية التقليدية التي تُشَكِّل جزءاً أساسياً من حياة المجتمعات الريفية في مناطق غرب السودان.
إنها نموذج للزراعة المنزلية أو الزراعة على نطاق صغير، تعتمد على قطع أراضٍ صغيرة تُحيط بالمنازل أو داخل القرى، حيث تَزرع العائلات مجموعة متنوعة من المحاصيل لتلبية احتياجاتها الغذائية ودعم الاقتصاد المحلي. تُشير كلمة جبراكة إلى قطع الأراضي الزراعية الصغيرة، حيث تُزرع محاصيل متنوّعة مثل الدخن، والذرة، والسمسم، والفول السوداني، إلى جانب مجموعة متنوعة من الخضروات. يعتمد سكان غرب السودان، خاصة في مناطق مثل دارفور وكردفان، على الجبراكة كمصدر أساسي للغذاء.
تلعب المرأة دوراً محورياً في هذا النشاط الزراعي؛ حيث تقوم بتحضير الأرض وزراعتها ثم حصادها، لذلك يعتمد هذا النموذج على جهود المرأة بصورة كبيرة، وهي تقوم بدورها في الجبراكة بالتوازي والتوازن مع مسؤليَّاتها الأسرية الأخرى. تُعزِّز هذه الأنشطة الزراعية من مكانة المرأة في المجتمع لما تُساهم به في تعزيز الأمن الغذائي لكلٍّ من الأسرة والمجتمع المحلي. علاوة على تعزيز مستواهنّ المعيشي من خلال بيع فائض المحاصيل في الأسواق المحلية، مما يدعم دخل الأسرة ويُعزِّز استقلالهنّ الاقتصادي، ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية لدى الأسرة نتيجة لهذا الدور الهام الذي تؤديه النساء.
تتنوَّّع المحاصيل المزروعة في الجبراكة، وتَشمل الحبوب مثل الدخن والذرة التي تُعد من الأطعمة الأساسية للسكان في المنطقة. كما تُزرع محاصيل الزيوت مثل السمسم والفول السوداني، مما يوفر زيوتاً طبيعية وبروتينات أساسية. بالإضافة إلى ذلك، تُزرع الخضروات مثل البامية والطماطم والبصل والخيار وورقيات السلطة، مما يضيف تنوعاً إلى النظام الغذائي ويساعد في تحسين التغذية. علاوة على ذلك، ترتبط الجبراكة بالقيم الاجتماعية والثقافية في غرب السودان، ممثلةً جزءاً من الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية؛ فالجبراكة ليست فقط نشاطاً زراعياً لتوفير الغذاء، بل يُساهم أيضاً في تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال التعاون بين أفراد العائلة والمجتمع في مختلف أنشطة الزراعة.
على الرغم من الأهمية الكبيرة للجبراكة في غرب السودان، فقد واجه هذا الشكل التقليدي من الزراعة، على مرّ السنين، العديد من التحديات. واحدة من أبرز المشكلات هي التغيّر المناخي، الذي يؤثر سلباً على أنماط هطول الأمطار ومحاصيل الزراعة، مما يؤدي إلى نقص الغذاء وزيادة الفقر في المناطق الريفية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الجبراكة من نقص الموارد الزراعية مثل الأدوات والأسمدة، مما يحد من إنتاجيتها. أدت النزاعات المسلحة السابقة في غرب السودان، مثل تلك التي شهدتها دارفور، إلى نزوح العديد من الناس وتدمير الأراضي الزراعية، مما أثَّر بشكل مباشر على استدامة واستمرار زراعة الجبراكة.
وبالرغم من ذلك، فإن هذا النظام الاقتصادي التقليدي الذي يعتمد على العمل اليدوي ويستفيد من الموارد الطبيعية المتاحة، يساعد على ضمان الأمن الغذائي للسكان المحليين ويقلِّل من اعتمادهم على الأسواق الخارجية أو المساعدات الغذائية. خلال أوقات الأزمات، مثل الجفاف أو النزاعات، تلعب الجُبراكة دوراً حاسماً في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للعائلات والمجتمعات. اليوم، وفي ضوء الحرب المدمرة المستمرة، يتم اعتماد نموذج الجبراكة لزراعة الخضروات والحبوب في جميع أنحاء السودان حيثما تتوفر الأراضي والمياه. وقد شارك السودانيون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحدائقهم وساحاتهم وأراضيهم الفارغة التي تتم حراثتها استعداداً لاستخدامها في الزراعة. وتعرض صور الخضروات التي تم حصادها بفخر وتمثل أعمالًا صغيرة من الصمود في مواجهة نقص الغذاء وارتفاع تكلفة السلع الأساسية.
صورة الغلاف: زراعة الفول السوداني – بداية موسم الخريف واستعداد المزارعين له، قرية النزل، ولاية النيل الأبيض © الفاضل حامد
صور المعرض: جبراكة في الأبيض، شمال كردفان ٢٠٢٤© أماني بشير
الجبراكة -وجمعها جباريك- هو مصطلح من غرب السودان، ويُعدّ من المُمَارسات الزراعية التقليدية التي تُشَكِّل جزءاً أساسياً من حياة المجتمعات الريفية في مناطق غرب السودان.
إنها نموذج للزراعة المنزلية أو الزراعة على نطاق صغير، تعتمد على قطع أراضٍ صغيرة تُحيط بالمنازل أو داخل القرى، حيث تَزرع العائلات مجموعة متنوعة من المحاصيل لتلبية احتياجاتها الغذائية ودعم الاقتصاد المحلي. تُشير كلمة جبراكة إلى قطع الأراضي الزراعية الصغيرة، حيث تُزرع محاصيل متنوّعة مثل الدخن، والذرة، والسمسم، والفول السوداني، إلى جانب مجموعة متنوعة من الخضروات. يعتمد سكان غرب السودان، خاصة في مناطق مثل دارفور وكردفان، على الجبراكة كمصدر أساسي للغذاء.
تلعب المرأة دوراً محورياً في هذا النشاط الزراعي؛ حيث تقوم بتحضير الأرض وزراعتها ثم حصادها، لذلك يعتمد هذا النموذج على جهود المرأة بصورة كبيرة، وهي تقوم بدورها في الجبراكة بالتوازي والتوازن مع مسؤليَّاتها الأسرية الأخرى. تُعزِّز هذه الأنشطة الزراعية من مكانة المرأة في المجتمع لما تُساهم به في تعزيز الأمن الغذائي لكلٍّ من الأسرة والمجتمع المحلي. علاوة على تعزيز مستواهنّ المعيشي من خلال بيع فائض المحاصيل في الأسواق المحلية، مما يدعم دخل الأسرة ويُعزِّز استقلالهنّ الاقتصادي، ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية لدى الأسرة نتيجة لهذا الدور الهام الذي تؤديه النساء.
تتنوَّّع المحاصيل المزروعة في الجبراكة، وتَشمل الحبوب مثل الدخن والذرة التي تُعد من الأطعمة الأساسية للسكان في المنطقة. كما تُزرع محاصيل الزيوت مثل السمسم والفول السوداني، مما يوفر زيوتاً طبيعية وبروتينات أساسية. بالإضافة إلى ذلك، تُزرع الخضروات مثل البامية والطماطم والبصل والخيار وورقيات السلطة، مما يضيف تنوعاً إلى النظام الغذائي ويساعد في تحسين التغذية. علاوة على ذلك، ترتبط الجبراكة بالقيم الاجتماعية والثقافية في غرب السودان، ممثلةً جزءاً من الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية؛ فالجبراكة ليست فقط نشاطاً زراعياً لتوفير الغذاء، بل يُساهم أيضاً في تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال التعاون بين أفراد العائلة والمجتمع في مختلف أنشطة الزراعة.
على الرغم من الأهمية الكبيرة للجبراكة في غرب السودان، فقد واجه هذا الشكل التقليدي من الزراعة، على مرّ السنين، العديد من التحديات. واحدة من أبرز المشكلات هي التغيّر المناخي، الذي يؤثر سلباً على أنماط هطول الأمطار ومحاصيل الزراعة، مما يؤدي إلى نقص الغذاء وزيادة الفقر في المناطق الريفية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الجبراكة من نقص الموارد الزراعية مثل الأدوات والأسمدة، مما يحد من إنتاجيتها. أدت النزاعات المسلحة السابقة في غرب السودان، مثل تلك التي شهدتها دارفور، إلى نزوح العديد من الناس وتدمير الأراضي الزراعية، مما أثَّر بشكل مباشر على استدامة واستمرار زراعة الجبراكة.
وبالرغم من ذلك، فإن هذا النظام الاقتصادي التقليدي الذي يعتمد على العمل اليدوي ويستفيد من الموارد الطبيعية المتاحة، يساعد على ضمان الأمن الغذائي للسكان المحليين ويقلِّل من اعتمادهم على الأسواق الخارجية أو المساعدات الغذائية. خلال أوقات الأزمات، مثل الجفاف أو النزاعات، تلعب الجُبراكة دوراً حاسماً في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للعائلات والمجتمعات. اليوم، وفي ضوء الحرب المدمرة المستمرة، يتم اعتماد نموذج الجبراكة لزراعة الخضروات والحبوب في جميع أنحاء السودان حيثما تتوفر الأراضي والمياه. وقد شارك السودانيون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحدائقهم وساحاتهم وأراضيهم الفارغة التي تتم حراثتها استعداداً لاستخدامها في الزراعة. وتعرض صور الخضروات التي تم حصادها بفخر وتمثل أعمالًا صغيرة من الصمود في مواجهة نقص الغذاء وارتفاع تكلفة السلع الأساسية.
صورة الغلاف: زراعة الفول السوداني – بداية موسم الخريف واستعداد المزارعين له، قرية النزل، ولاية النيل الأبيض © الفاضل حامد
صور المعرض: جبراكة في الأبيض، شمال كردفان ٢٠٢٤© أماني بشير