المرأة في المهدية
هذا النص عن المرأة في فترة المهدية في السودان، كُتب كجزء من معرض المرأة الذي أُقِيم في متحف بيت الخليفة بأم درمان، والذي تم افتتاحه، بعد أعمال صيانة مُكثَّفة، في عام ٢٠٢٣ قبل اندلاع الحرب بشهرين فقط.
/ الاجابات
هذا النص عن المرأة في فترة المهدية في السودان، كُتب كجزء من معرض المرأة الذي أُقِيم في متحف بيت الخليفة بأم درمان، والذي تم افتتاحه، بعد أعمال صيانة مُكثَّفة، في عام ٢٠٢٣ قبل اندلاع الحرب بشهرين فقط.
حُوّل منزل الخليفة إلى متحف مجتمعيّ، مما استلزم تلبية احتياجات المجتمع المحلي واهتماماته. ولعكس صورة معاصرة حول تاريخ المهدية، أُدرِجَت أقسام للعرض عن المدينة والأسواق والاقتصاد كوسيلة لخلق منظور للحياة خلال تلك الفترة. كما تتبَّع تسلسل وطريقة العرض الأغراض الأصلية لغُرَف المنزل، والذي كان مسكناً للخليفة ومبنى الإدارة. بذلك خُصِّصَ قسم النساء في المنزل لعَرض أدوات النساء وقصصهنّ من تلك الفترة.
مَثَّل هذا العمل تحدياً كبيراً لأنه كان يستلزم الإجابة على مجموعة أسئلة؛ مثل تعريف ما هي الأدوات النسائية في فترة المهدية؟ وكيف نُفَرِّق بينها وبين الأدوات المنزلية المُستَخدَمة في الحياة اليومية؟. كذلك واجه المشروع صعوبات أخرى كالتعريف بالنساء اللائي لَعِبنَ دوراً في تلك الحقبة، إذ لم تحتوِ المراجع والمدونات على أسماءٍ لهنّ، واكتفت بالإشارة إليهنَّ كإبنة فلان أو أُخت فلان وهكذا.
دفعنا ذلك لتأسيس معرضٍ موازٍ خاصّ بالمرأة، واتّباع ذات نسق الأقسام الأخرى بإضافة قسم للمرأة والاقتصاد والأزياء، والدور الذي لَعِبته في المدينة واستفهاماتها السياسيّة. وحاول المعرض إبراز أهميّة الأدوات المنزلية كجزء من النظام الاقتصادي.
إحدى الطرق المتبعة لسد فجوة المعلومات كانت محاولة رسم صورة خيالية للمرأة في تلك الفترة بناءً على الكمال شحيح من المعلومات والحقائق المتوفّرة. وهذا ما فعلته الكاتبة السودانية ليلى أبوالعلا في كتابها الأخير "روح النهر"؛ ألَّفت رواية خياليّة تدور أحداثها في فترة المهدية، بوحيٍ من شخصيات معروفة في تلك الفترة.
نجح الكتاب في تصوير تلكالفترة بصورة إيجابية، وأبرز المرأة ككيان فاعل في المجتمع وذو تأثير على الأحداثوالرجال.
المرأة في الثورة المهدية
مشاركة المرأة في الثورة المهدية (١٨٨٨-١٨٩٩) اتخذت أشكالاً عدة؛ حيث أنها ارتدت الجبّة المُرَقَّعة وخاضت المعارك جنباً إلى جنب مع الرجال، كما أنَّهنّ سِرنَ خلف الجيش الرئيسي بالماء والزاد، وكُنَّ يسقين العطشى ويداوين الجرحى ويساعدن في التخلّص من المصابين من جيش العدو. ومن الشخصيات التي تُذكر: سِت البنات أم سيف، خديجة بت سوركتي وفاطمة أم الحسن.
في مسيرة المهدي إلى قدير من الأُبيض، ثم إلى الخرطوم، سارت أعداد مقدرة من النساء، وكانت لهنَّ إسهامات كبيرة في انتصاراته من خلال العمليات الاستخباراتية؛ حيث كُنَّ يجمعن سرّاً المعلومات عن عدد قوّات العدو وإعداداتهم الدفاعية، وأبرز مثال لهنّ رابحة الكنانية، حيث أنها ركضت من جبل فنقر إلى جبل قدير -مسافة أطول من الماراثون- وذلك لإخبار المهدي عن كمين رشيد بِك أيمن.
في عام ١٨٨٥م، وخلالمعركة تحرير الخرطوم، كشفت النساء خطط دفاع غردون باشا للمهدي، وساعدن في تحقيق الانتصار.
سوق النساء
كانت الأنشطة التجارية واحدة من أبرز الأنشطة خلال فترة المهدية في أم درمان. وكانت البلاد في حالة حرب مستمرة، حيث كان الرجال خارج المدينة إما للحرب أو التجارة، وبذلك أصبحت أمدرمان تعجب النساء وأغلبهنّ في حاجةٍ اقتصادية مما أجبَرَهنّ على الخروج للعمل في السوق.
سمحت الحكومة بعمل النساء، اللائي ذهب أزواجهن إلى الحرب، بالسوق لكسب العيش. وتم تخصيص أماكن لكبيرات السن، وكنّ يَبِعنَ المواد الغذائية كالزيوت والفواكه والتمر والذرة والبهارات والفول.
نساء دارفور ماهرات في حياكة المفارش من الخرز، وكان لها بريق مميَّز. النساء من بربر والجزيرة ودنقلا كنَّ ماهرات في إنتاج الأقمشة والسجاد والفخار.
هذا النص عن المرأة في فترة المهدية في السودان، كُتب كجزء من معرض المرأة الذي أُقِيم في متحف بيت الخليفة بأم درمان، والذي تم افتتاحه، بعد أعمال صيانة مُكثَّفة، في عام ٢٠٢٣ قبل اندلاع الحرب بشهرين فقط.
حُوّل منزل الخليفة إلى متحف مجتمعيّ، مما استلزم تلبية احتياجات المجتمع المحلي واهتماماته. ولعكس صورة معاصرة حول تاريخ المهدية، أُدرِجَت أقسام للعرض عن المدينة والأسواق والاقتصاد كوسيلة لخلق منظور للحياة خلال تلك الفترة. كما تتبَّع تسلسل وطريقة العرض الأغراض الأصلية لغُرَف المنزل، والذي كان مسكناً للخليفة ومبنى الإدارة. بذلك خُصِّصَ قسم النساء في المنزل لعَرض أدوات النساء وقصصهنّ من تلك الفترة.
مَثَّل هذا العمل تحدياً كبيراً لأنه كان يستلزم الإجابة على مجموعة أسئلة؛ مثل تعريف ما هي الأدوات النسائية في فترة المهدية؟ وكيف نُفَرِّق بينها وبين الأدوات المنزلية المُستَخدَمة في الحياة اليومية؟. كذلك واجه المشروع صعوبات أخرى كالتعريف بالنساء اللائي لَعِبنَ دوراً في تلك الحقبة، إذ لم تحتوِ المراجع والمدونات على أسماءٍ لهنّ، واكتفت بالإشارة إليهنَّ كإبنة فلان أو أُخت فلان وهكذا.
دفعنا ذلك لتأسيس معرضٍ موازٍ خاصّ بالمرأة، واتّباع ذات نسق الأقسام الأخرى بإضافة قسم للمرأة والاقتصاد والأزياء، والدور الذي لَعِبته في المدينة واستفهاماتها السياسيّة. وحاول المعرض إبراز أهميّة الأدوات المنزلية كجزء من النظام الاقتصادي.
إحدى الطرق المتبعة لسد فجوة المعلومات كانت محاولة رسم صورة خيالية للمرأة في تلك الفترة بناءً على الكمال شحيح من المعلومات والحقائق المتوفّرة. وهذا ما فعلته الكاتبة السودانية ليلى أبوالعلا في كتابها الأخير "روح النهر"؛ ألَّفت رواية خياليّة تدور أحداثها في فترة المهدية، بوحيٍ من شخصيات معروفة في تلك الفترة.
نجح الكتاب في تصوير تلكالفترة بصورة إيجابية، وأبرز المرأة ككيان فاعل في المجتمع وذو تأثير على الأحداثوالرجال.
المرأة في الثورة المهدية
مشاركة المرأة في الثورة المهدية (١٨٨٨-١٨٩٩) اتخذت أشكالاً عدة؛ حيث أنها ارتدت الجبّة المُرَقَّعة وخاضت المعارك جنباً إلى جنب مع الرجال، كما أنَّهنّ سِرنَ خلف الجيش الرئيسي بالماء والزاد، وكُنَّ يسقين العطشى ويداوين الجرحى ويساعدن في التخلّص من المصابين من جيش العدو. ومن الشخصيات التي تُذكر: سِت البنات أم سيف، خديجة بت سوركتي وفاطمة أم الحسن.
في مسيرة المهدي إلى قدير من الأُبيض، ثم إلى الخرطوم، سارت أعداد مقدرة من النساء، وكانت لهنَّ إسهامات كبيرة في انتصاراته من خلال العمليات الاستخباراتية؛ حيث كُنَّ يجمعن سرّاً المعلومات عن عدد قوّات العدو وإعداداتهم الدفاعية، وأبرز مثال لهنّ رابحة الكنانية، حيث أنها ركضت من جبل فنقر إلى جبل قدير -مسافة أطول من الماراثون- وذلك لإخبار المهدي عن كمين رشيد بِك أيمن.
في عام ١٨٨٥م، وخلالمعركة تحرير الخرطوم، كشفت النساء خطط دفاع غردون باشا للمهدي، وساعدن في تحقيق الانتصار.
سوق النساء
كانت الأنشطة التجارية واحدة من أبرز الأنشطة خلال فترة المهدية في أم درمان. وكانت البلاد في حالة حرب مستمرة، حيث كان الرجال خارج المدينة إما للحرب أو التجارة، وبذلك أصبحت أمدرمان تعجب النساء وأغلبهنّ في حاجةٍ اقتصادية مما أجبَرَهنّ على الخروج للعمل في السوق.
سمحت الحكومة بعمل النساء، اللائي ذهب أزواجهن إلى الحرب، بالسوق لكسب العيش. وتم تخصيص أماكن لكبيرات السن، وكنّ يَبِعنَ المواد الغذائية كالزيوت والفواكه والتمر والذرة والبهارات والفول.
نساء دارفور ماهرات في حياكة المفارش من الخرز، وكان لها بريق مميَّز. النساء من بربر والجزيرة ودنقلا كنَّ ماهرات في إنتاج الأقمشة والسجاد والفخار.