الغذاء هو أسلوب حياة
يعد الغذاء صناعة ومصدر رزق للعديد من فئات الناس، من المزارعين إلى الرعاة والحرفيين. فهو مصدر دخل وأسلوب حياة.
الأسواق وعادات الأكل
الأسواق وعادات الأكل
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
من الأرض إلى الطبق
من الأرض إلى الطبق
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
وعاء تخزين
وعاء تخزين
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
مغرفة
مغرفة
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
الخزين
الخزين
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
مائدة جزيرة دقرتا: قصص ووصفات
مائدة جزيرة دقرتا: قصص ووصفات
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤
الغذاء هو أسلوب حياة
يعد الغذاء صناعة ومصدر رزق للعديد من فئات الناس، من المزارعين إلى الرعاة والحرفيين. فهو مصدر دخل وأسلوب حياة.
الأسواق وعادات الأكل
الأسواق وعادات الأكل
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
هناك علاقة مترابطة ومتعدِّدة الأوجه بين أسواق الطعام وعادات الأكل. تُوَضِّح الثقافة المحيطة باستهلاك الطعام، وكيفيَّة تأثير ما هو مَعروض في السوق على ما نأكله في البيت، توضّح كيف يؤثران ببعضهما البعض. يمكننا اكتشاف عادات الأكل لدى مجتمعٍ ما من خلال زيارة أسواقه، إذ يلعبُ دوراً مهمّاً في تشكيل عادات الأكل والتأثير عليها.
توفر الأطعمة المتنوعة، وإمكانية الوصول إليها، مثل القدرة على الحصول على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية، بما في ذلك المنتجات الطازجة والأطعِمَة المُصَنَّعة والمأكولات الشهيرة عالميّاً يتيح للمستهلكين استكشاف أنماط الأكل المختلفة، لكنه لا يحدث عادة إلا بتغيُّر الديناميات الاقتصادية والثقافية للمنطقة، بزيادة حجم المدينة، مثلاً، أو ارتفاع عدد الأجانب.
يتطلب تغيير نمط الحياة الموائمة في بعض الأحيان، والتي تنعكس لاحقاً على الأسواق وأنواع الأغذية المعالجة المتاحة. لكن لا يؤدي بالضرورة تغيير نمط الحياة إلى القضاء على التأثيرات الثقافية والاجتماعية. الأطعمة الثقافية، خاصة الأنواع المُستَهلكة خلال فعاليّات أو مواسم محددة، يكون إنتاجها دائماً في أزمة تتعلّق بالكميّة. حتى الآن، لا يزال العديد من صغار منتجي الأغذية جزءاً من عملية الإمداد الغذائي للمدن، ولكن لا يمكن العثور على هذه المنتجات إلا في الأسواق الخاصة، أو من خلال خدمة توصيل الطعام أو الطلب، نَظراً لأن الناس يربطون الشخص بعمليّة الصنع، أي جودة وأصالة الطعام.
الوعي بالصحة والتغذية، وكذلك الاطلاع على أساليب صنع الطعام على المستوى العالمي من خلال المنتديات عبر الإنترنت، أو البرامج التلفزيونية، جميعها تؤثّر على عادات الأكل، وبالتالي على السوق.
والآن، وبسبب الحرب، تؤثِّر العوامل الاقتصاديّة ونقص العرض بشكل كبير على أنواع الغذاء التي تصل إلى السوق وقدرة الناس الشرائيّة. إن نقص الأطعمة ومحدوديّة طرق الاستيراد، جنبا إلى جنب مع مداهمة مصانع الأطعمة المحلية؛ قاما بتكوين شكل من أشكال تنظيم أنواع الأطعمة اليومية التي يمكن الحصول عليها واستهلاكها، ولكنها توضّح إلى حدٍّ كبير آثار تَأَثُّر الأمن الغذائي بما تمرّ به البلاد.
هنالك علاقة متبادلة بين أسواق الطعام وأعادات الأكل، تؤثر الأسواق على أنماط الأكل من خلال توافر المنتجات الغذائية والتسويق وتسعير المنتجات الغذائية، بينما تُشَكِّل تفضيلات المستهلك والاتجاهات الثقافية على ما تُقَدِّمه الأسواق. يلعب هذا التفاعل الديناميكي دورًا مهمًا في تطور عادات الأكل والأنماط الغذائية في المجتمع.
مجموعة الصور تعرض أسواق الطعام المعتادة في جميع أنحاء السودان. © زينب جعفر
صورة العنوان © عصام أحمد عبد الحفيظ
من الأرض إلى الطبق
من الأرض إلى الطبق
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت الذرة الرفيعة والدخن والشعير، لمدّةٍ طويلة من الزمن، غذاءاً رئيسيّاً في السودان؛ منذ مملكة كوش، أي قبل ٣ إلى ٤ آلاف عام، كان موطن خبز دقيق القمح الأصلي هو مصر، وكان الكوشيون القدماء على علاقة ثقافية وتجارية وثيقة بمصر، والتي كان لها تقليدٌ مُوثَّقٌ جيّداً في مجال صناعة خبز القمح يعود تاريخه إلى ٣ آلاف عام قبل الميلاد على الأقل. خبز دقيق القمح معروف في جميع أنحاء السودان، وهناك العديد من الوثائق والقصائد التي تنصّ على أن الخبز كان يُخبز ويُباع في القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه كان موجوداً -يُرجَّح- قبل ذلك الوقت.
ولهذا السبب، حتى فترة ما بعد الاستعمار، كانت أنواع خبز دقيق القمح، وخاصة الخبز المخبوز، سائدةً فقط في شمال السودان حيث تزرع الحبوب. هذا لا يعني أن القمح، سواء البري أو المزروع ، لا ينمو في أماكن أخرى في وسط السودان والجزيرة. ولكن لا يؤكل بالضرورة كخبز، بل هناك أنواع أخرى من الطعام.
ومع ذلك، وبسبب التأثيرات الثقافية وتغيير نمط الحياة، أصبح خبز دقيق القمح المخبوز واحداً من أهم الأغذية الأساسية في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المدن، وهو أمر مهم بما يكفي لدرجة أن زيادة أسعار الخبز أثَّرت على الثورة الوطنية التي حدثت في عام ٢٠١٨.
كما أدى إدخال الخبز إلى تغيير أسلوب الأكل. لطالما تناول السودانيون الطعام بشكلٍ جماعيّ، ومع ذلك فقد تغيَّر هذا من طبقٍ واحدٍ يحتوي على خبزٍ أَفْطَح وإدام، إلى أطباق متعددة على الصينية؛ حيث يختار الناس ما يعجبهم باستخدام الخبز والأيدي.
يستكشف معرض الصور هذا الرحلة التي يقوم بها القمح من الأرض حتى يصل إلى طاولتك. © عصام أحمد عبد الحفيظ
وعاء تخزين
وعاء تخزين
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
قرعة كبيرة تم تحويلها، عبر إضافة عُنق منسوج وغطاء مُحكم، إلى وعاء أو بُخسة. يمكن استخدام مثل هذه الأواني لصُنع الروب (اللبن)، وهو منتج حليب مخمر. تساعد عملية التخمير هذه، التي غالبًا ما يتم تصنيعها باستخدام الحليب الزائد، على إطالة عمر منتجات الألبان وتوفّر إضافة لذيذة للوصفات التقليدية. في هذه البخسة، تم إصلاح الشقوق الموجودة في قاعدة القرعة محليّاً باستخدام الألياف النباتية، مما يدلّ على قيمة هذه الآنية لصاحبها.
تم شراؤها في برام (جنوب دارفور، السودان) عام ١٩٨١ من قبل بول ويلسون © أمناء المتحف البريطاني
مغرفة
مغرفة
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
مَغرفة مصنوعة من جزء من قرعة ذات زخارف منقوشة.
تم جمعها في جبال النوبة الشرقية، من شعب أوتورو نوبا في عام ١٩٣٨ على يد عالم الأنثروبولوجيا إس إف نادال © أمناء المتحف البريطاني.
الخزين
الخزين
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
في المجتمعات الزراعية قديماً، على الشريط النيلي شمال السودان، تظهر أساليب تخزين مؤونة العام للحفاظ على المحاصيل بأفضل صورة بعيداً عن الآفات، كونها مجتمعات مُنتِجَة لا استهلاكية، تعتمد على الزراعة بشكل كبير والرعي بصورة أقل في معيشتها. لوقتٍ قريب توارثت النساء في منطقة المحس (جزيرة دقرتا مثالاً) وما جاورها طريقة صنع "القوسيبة" ضمن المهارات الحياتية اللازمة لمجابهة تحديات الحياة في الولاية الشمالية. ويمكن اعتبارها جزءً رئيسيّاً من مكونات المنزل، وتُصنَع من نفس مادة بناء المنزل: الطين اللبن، ويمكن تعريفها بالصوامع أو آنية تخزين الغذاء، ويمكن وصفها بالبراميل الفخارية، لكن دون أن تتعرّض للنار فهي ليست كالأزيار مثلاً، والتي يجب حرقها لتحمل الماء دون أن تتعرض لخطر الذوبان، تصنعها النساء من الصفر لتحفظ محاصيل تَعتَمد عليها مائدة الشمال؛ كالقمح والفول المصري والبلح، ولكن كيف تصنع؟
تَعجَن الصانعة (صاحبة البيت) خليطاً من الطين وزبل الحيوانات، ثم تُشَكَّل قاعدة البرميل كدائرة قطرها متر أو أقل داخل المنزل، ثم تُترَك لتَجِفَّ تماماً، وبمساعدة أخريات يتم رفع الدائرة على قاعدة من ثلاثة أحجار وقايةً لها من المياه والأرضة اللذان قد يُتلِفَانِها، ويتم وضعها في المكان الذي ستبقى فيه دائماً في فناء المنزل، أو في المساحة الخارجية التي تُعتَبَر امتداداً للمنزل؛ حيث تبقى كالبناء ولا يتم تحريكها بعد ذلك. تبدأ المرحلة الثانية بعجن المزيد من الطين لصنع حائط البرميل الطيني. يُبنَى ارتفاعٌ بسيط به فتحة دائرية من الأسفل، تؤخذ من خلالها الكميات المراد استخدامها بصورة يومية أو أسبوعية، ثم يُترَك ليجفّ عدة أيام قبل أن تُضاف مداميكٌ جديدة. يصل ارتفاع القرسية بشكلها النهائي إلى المتر ونصف المتر. وتُزيَّن أحياناً بنقوش بارزة لتُعبِّر عن ذوق وتفرّد صاحبة المنزل. تغطى عندما تجف ويتم ملأها بالخزين بغطاء فخاري أو غطاء دائري من الصفيح.
يتم ترقيع الأجزاء المتهالكة أو التي تعرَّضت لذوبانٍ طفيف في حالة هطول الأمطار بطبقةٍ من الطين، حتى لا تصل الرطوبة للمحاصيل وتكون عرضة للتلف. وبطبيعة الحال، فإن كل ما يستغرق وقتاً ومجهوداً لصنعه والحفاظ عليه يتم إيجاد بديل له، لذا وَجَدت القوسيبة الجديدة المصنوعة من الحديد والصفيح مكاناً في المنازل هناك تصنع في شكل صندوق حديدي له عدة غرف لحفظ أنواع مختلفة من المحاصيل.
صورة الغلاف والمعرض © آية سينادة، جزيرة دقرتا، شمال السودان، ٢٠٢٤
مائدة جزيرة دقرتا: قصص ووصفات
مائدة جزيرة دقرتا: قصص ووصفات
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤
كميونة الغذاء
جزيرة دقرتا هي جزيرة نيلية في الولاية الشمالية، تتبع لمحلية البرقيق، مناخها حار جاف صيفا وشديد البرودة جاف شتاءا، ما هي الأصناف المقدمة على مائدة سكانها؟ وهل هي جزيرة مكتفية ذاتيا فيما يخص الغذاء؟ هل تأثرت المائدة بالسياسة والحرب الدائرة في عدة ولايات من السودان؟
أمامنا صينية ألمونيوم بها عدة أطباق مألوفة هنا ، تفضلوا مدوا أيديكم!
الشريط النيلي بطميه المليء بالخصوبة كان يساعد في زراعة عضوية بدون أسمدة، كنا نزرع القمح والفول المصري والمحاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الموسمية الأخرى بجانب النخيل، جاء سد مروي ليقلل كمية الطمي السنوية شماله ويؤثر على خصوية التربة فيتعرف المزارع هنا على الأسمدة الكيميائية لضمان جودة محاصيله.
ثم جاءت الحرب لتؤثر على المنتجات الغذائية المصنعة محليا في السودان من منتجات الألبان والزيوت والشاي والسكروغيرها ليتعرف السوق والمواطن على منتجات مستوردة من دول الجوار بجودة تناسب ضيق الحال بعد انقطاع سبل أرزاق معظم نازحي الخرطوم والعائدين إلى ولاياتهم.
أما بالنسبة للصيد في النيل فإن الفصول تؤثر على كمية ونوعية الأسماك بطبيعة الحال، فهي تختبئ عميقا جدا في فصل الشتاء وبعضها تكون بيوضه بدت تفقس أيضا في هذا الفصل، تمكن النوبيون منذ قديم الزمان إبتكار طريقة لحفظ السمك عن طريق تمليحه لتحضير الفسيخ والملوحة والتركين، يمكن تناول السمك طوال العام إذن ولكن بطرق مختلفة لكن متطلبات الحياة المتزايدة خصوصا بعد غلو الأسعار في فترة الحرب جعلت بعد الصيادين يستلفون طريقة مجرّمة هنا من دول ظهرت فيها هذه الطريقة قبل أعوام، وهي طريقة الصيد بالكهرباءالتي ظهرت في البدء كطريقة علمية لإجراء البحوث على الأسماك وتحولت بعد ذلك لطريقة سريعة للصيد ، تؤثر هذه الطريقة سلبا على الثروة السمكية حيث أن الكهرباء تقتل السمك في المنطقة المعرضة للصعق بكل أنواعه وكل أعماره، قد تكون اليوم الشباك مليئة والجيب ثقيل لكن هل يحسب الصيادون المخاطر البيئية لما بعد اليوم؟
لا تستغرب صحن البلح في الصينية، هو ليس نادرا ليقدم كضيافة أو لكسر الصيام في رمضان فقط، يقدم البلح الجاف كصحن في مائدة الإفطار كوجبة جانبية كالسلطة مثلا، ويصنع منه العسل والمديدة وقراصة البلح التي هي منذ القدم تعتبر زادا للمسافرين من هنا،
قصة طريفة فيما يخص منتجات الألبان المفقودة من الصينية.. يحكى أنه قبل سنوات كانت الأبقار تدر حليبا كثيرا وتصنع منه النساء الجبن والروب لكنه منتج لا يباع إنما يعطي صاحب الأبقار كل من يريد حليبا أو روب أو جبن ما يريد مجانا، إلى أن تزوج أحدهم واحدة من خارج الجزيرة وقررت أن يصبح الحليب يباع ويشترى، من حكى لي القصة يعتقد أن اللعنة حلت بالحليب من اختلط بالمال وأصبحت كميته بسيطة لا تكفى إلا عددا بسيطا من السكان.
صورة العنوان: قراصة من القمح الكامل © آية سينادة، ٢٠٢٤