طعم البيت
"طعام المنزل" هو شيء نفتقده جميعًاً اليوم، وسيكون هناك بعض الطعام الذي نتوق إليه. نحن نفتقد أيضاً كيف اعتدنا على الاستمتاع بالوجبات معاً، وجميع الذكريات المرتبطة بها، ولكن، بسبب الحرب، من غير المرجح أن يتلقَّى أيّ شخص علبة من الطعام من المنزل، وسيتعين علينا الاعتماد على البدائل المحلية.
/ الاجابات
ما الطعام الذي يُعِيد ذكريات المنزل؟
طَلبتُ من عشرة أشخاص سودانيين ذكر المواد الغذائية التي اعتادوا أخذها معهم عندما كانوا يسافرون إلى مكانٍ ما، مثل مدينة أخرى أو إلى الخارج.
أعاد السؤال الناس إلى فترات مختلفة من حياتهم، واستدعى ذكريات مثيرة للاهتمام. تحدَّث أحدهم حول حقيبة المَعدن "شنطة الحديد" التي يمتلكها العديد من السودانيين في منازلهم، مُخبَّأة تحت الأَسِرَّة أو في المَخَازِن المُتَرَّبة، وكانت تحتوي على كل شيء؛ بدءاً من الصور الفوتوغرافية والأوراق القديمة، إلى مجموعات أطباق العشاء الصينيَّة. ارتبط الصندوق المعدني للبعض بتجربتهم في بداية خدمتهم العسكرية، والعيش في مسكنٍ مشترك مع شبّانٍ آخرين يقضون أيضاً تدريبهم الإلزامي. كانت ذكريات هذه الحقيبة المعدنية بالذات مرتبطة بحَزْمِها أعلى حافلة قديمة متهالكة، مع كل الأمتعة الأخرى، في الطريق إلى المخيم، وأنه كان مليئاً بكلّ أنواع الأطعمة الحلوة، ما ألصقَ به -كما قال أحدهم- اسم “صندوق الطحنيّة".
"كرتونة رمضان" معروفة للجميع داخل وخارج السودان. كلّ عام قبل رمضان، كنا نتَلقَّى منتجات جديدة من مزارع خارج الخرطوم، والتي جلبها الزائرون من أفراد الأسرة. العمَّات والخالات البعيدات يُرسلن إلينا "حلو مُر"هن الفريد، وهو شرائح مطبوخة من براعم الذرة الرفيعة المُخمَّرة التي تُنقَع بعد ذلك لإنشاء مشروب الأبري الشهير، "الرُقاق" أو كما يسمّونه الـ"كونرفليكس السوداني"، و”القرقوش”. تحتوي صناديق رمضان أخرى تذكَّرها الناس على اللحوم المجففة "الشرموط"، أو البصل المجفف، ورغم قدرتك على الحصول على كلّ ذلك في معظم الأماكن، إلا أنه لا يشبه أبداً مذاق الذي يرسلونه من البلد.
كانت إجابات الناس على ما أخذوه في رحلاتهم، وما ذكّرهم بالمنزل، شخصيةً للغاية ومتنوعة من شخص إلى آخر؛ حول ما يحبوه ولم يتمكنوا من الحصول عليه في الأماكن التي سيذهبون إليها. أوضحت إحداهنّ كيف أحب شقيقها البسكويت، وهكذا كانت والدتها تحزم كل أنواع البسكويت في حقيبته. قالت أخرى إن والدتها صنعت قهوة خاصة لها مع النكهات المحلية، بينما قالت أخرى إنها أحضرت اللحمة المفرومة المجمدة معها لأنها لم تعثر على جزّار يمكنه تزويدها بلحمٍ بذات المذاق. كان "بسكويت رويال"، ومشروب "بزيانوس" الغازي، ولبن البدرة من أكثر الأشياء التي يأخذها الناس معهم؛ زيت السمسم والتوابل المحلية، بما في ذلك البامية المجففة والجبنة المضَفّرة بالطبع؛ من المواد التي يأخذها السودانيّون معهم في أسفارهم بانتظام.
"طعام المنزل" هو شيء نفتقده جميعًاً اليوم، وسيكون هناك بعض الطعام الذي نتوق إليه. نحن نفتقد أيضاً كيف اعتدنا على الاستمتاع بالوجبات معاً، وجميع الذكريات المرتبطة بها، ولكن، بسبب الحرب، من غير المرجح أن يتلقَّى أيّ شخص علبة من الطعام من المنزل، وسيتعين علينا الاعتماد على البدائل المحلية.
صورة والغلاف وجميع التصاميم © زينب جعفر
ما الطعام الذي يُعِيد ذكريات المنزل؟
طَلبتُ من عشرة أشخاص سودانيين ذكر المواد الغذائية التي اعتادوا أخذها معهم عندما كانوا يسافرون إلى مكانٍ ما، مثل مدينة أخرى أو إلى الخارج.
أعاد السؤال الناس إلى فترات مختلفة من حياتهم، واستدعى ذكريات مثيرة للاهتمام. تحدَّث أحدهم حول حقيبة المَعدن "شنطة الحديد" التي يمتلكها العديد من السودانيين في منازلهم، مُخبَّأة تحت الأَسِرَّة أو في المَخَازِن المُتَرَّبة، وكانت تحتوي على كل شيء؛ بدءاً من الصور الفوتوغرافية والأوراق القديمة، إلى مجموعات أطباق العشاء الصينيَّة. ارتبط الصندوق المعدني للبعض بتجربتهم في بداية خدمتهم العسكرية، والعيش في مسكنٍ مشترك مع شبّانٍ آخرين يقضون أيضاً تدريبهم الإلزامي. كانت ذكريات هذه الحقيبة المعدنية بالذات مرتبطة بحَزْمِها أعلى حافلة قديمة متهالكة، مع كل الأمتعة الأخرى، في الطريق إلى المخيم، وأنه كان مليئاً بكلّ أنواع الأطعمة الحلوة، ما ألصقَ به -كما قال أحدهم- اسم “صندوق الطحنيّة".
"كرتونة رمضان" معروفة للجميع داخل وخارج السودان. كلّ عام قبل رمضان، كنا نتَلقَّى منتجات جديدة من مزارع خارج الخرطوم، والتي جلبها الزائرون من أفراد الأسرة. العمَّات والخالات البعيدات يُرسلن إلينا "حلو مُر"هن الفريد، وهو شرائح مطبوخة من براعم الذرة الرفيعة المُخمَّرة التي تُنقَع بعد ذلك لإنشاء مشروب الأبري الشهير، "الرُقاق" أو كما يسمّونه الـ"كونرفليكس السوداني"، و”القرقوش”. تحتوي صناديق رمضان أخرى تذكَّرها الناس على اللحوم المجففة "الشرموط"، أو البصل المجفف، ورغم قدرتك على الحصول على كلّ ذلك في معظم الأماكن، إلا أنه لا يشبه أبداً مذاق الذي يرسلونه من البلد.
كانت إجابات الناس على ما أخذوه في رحلاتهم، وما ذكّرهم بالمنزل، شخصيةً للغاية ومتنوعة من شخص إلى آخر؛ حول ما يحبوه ولم يتمكنوا من الحصول عليه في الأماكن التي سيذهبون إليها. أوضحت إحداهنّ كيف أحب شقيقها البسكويت، وهكذا كانت والدتها تحزم كل أنواع البسكويت في حقيبته. قالت أخرى إن والدتها صنعت قهوة خاصة لها مع النكهات المحلية، بينما قالت أخرى إنها أحضرت اللحمة المفرومة المجمدة معها لأنها لم تعثر على جزّار يمكنه تزويدها بلحمٍ بذات المذاق. كان "بسكويت رويال"، ومشروب "بزيانوس" الغازي، ولبن البدرة من أكثر الأشياء التي يأخذها الناس معهم؛ زيت السمسم والتوابل المحلية، بما في ذلك البامية المجففة والجبنة المضَفّرة بالطبع؛ من المواد التي يأخذها السودانيّون معهم في أسفارهم بانتظام.
"طعام المنزل" هو شيء نفتقده جميعًاً اليوم، وسيكون هناك بعض الطعام الذي نتوق إليه. نحن نفتقد أيضاً كيف اعتدنا على الاستمتاع بالوجبات معاً، وجميع الذكريات المرتبطة بها، ولكن، بسبب الحرب، من غير المرجح أن يتلقَّى أيّ شخص علبة من الطعام من المنزل، وسيتعين علينا الاعتماد على البدائل المحلية.
صورة والغلاف وجميع التصاميم © زينب جعفر