المناظر الطبيعية الخلابة
ترسم الطبيعة لوحات جديدة كل ساعة. الأرض كوكب متحرك حول الشمس، والعالم الطبيعي في حالة تغير مستمر. هناك الليل والنهار، وهناك الفصول، كما توجد ظواهر مثل الفيضانات والعواصف والحرائق والجفاف وغيرها.
فصل الخريف
فصل الخريف
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي

حيوان من السودان

حيوان من السودان
حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي
حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي

حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي

فلم المحطة، مثال على السينما البيئية السودانية

فلم المحطة، مثال على السينما البيئية السودانية
المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال
المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال

المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال

المناخ والثقافة: دورة التراث اللا المادي

المناخ والثقافة: دورة التراث اللا المادي
كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ

كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ

زهور من السودان

زهور من السودان
تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.
تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.

تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.

مناظر طبيعية حية

مناظر طبيعية حية
أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان
أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان

أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان

قصة جبلين

قصة جبلين
السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.
السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.

السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.

وعاء على شكل نعامة

وعاء على شكل نعامة
إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133
إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133

إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133
المناظر الطبيعية الخلابة
ترسم الطبيعة لوحات جديدة كل ساعة. الأرض كوكب متحرك حول الشمس، والعالم الطبيعي في حالة تغير مستمر. هناك الليل والنهار، وهناك الفصول، كما توجد ظواهر مثل الفيضانات والعواصف والحرائق والجفاف وغيرها.
فصل الخريف
فصل الخريف
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي
يُعتَبَر فصل الخريف هو الموسم المطير في معظم أجزاء السودان، وقد ارتبطت به العديد من المعارف المحلية والمتعلقة بمواقيت الزراعة والرعي والرحيل، وقد استَمَدَّت المعارفُ المحلية من الأبراج ومواقع النجوم دلائل ومسمَّيَات للفصل؛ فمثلاً يقولون إن الخريف يبدأ بنزول التريا (كوكبة الثريا) عند أَب ريَّا (كوكبة الجبار)، ويكون ذلك في ١٧ مايو، يلي ذلك توقيت الضبران من ٣٠ مايو وحتى ١١-١٢ يونيو. ثم تبدأ مرحلة انقلاب اتجاه الرياح وتَقدُّم الفاصل المداري شمالاً بمرحلة (عينة) العصا العطشانة، أو “الهنعة” من ١٣ يونيو وحتى ٢٥ يونيو، تليها مرحلة اعتدال الجو وتزايد الرطوبة وانخفاض نسبي في درجات الحرارة، وتعرف بـ”عينة العصا الرويانة ماو الهكعة” من ٢٦ يونيو وحتى ٦ يوليو.
تبدأ بعد ذلك مرحلة الأمطار الراتبة، وهي المرحلة التي تأخذ أسماء فتراتها من أسماء أعضاء جسم الأسد، أوّلها عين الضراع (الذراع) من ٧ يوليو و حتى ٢١ يوليو، ثم النَّترَة (صوت الأسد أو الزئير) من ٢٢ يوليو وحتى ٣ أغسطس، ثمّ الطرفة (العين)، وكذلك تُعرَف بالطرفة البكَّايَة من ٤ أغسطس وحتى ١٧ أغسطس، ثم عينة الجبهة، وتَشتَهِر بالجبهة النَدَّايَة من كثرة الندى من ١٨ أغسطس حتى ٣٠ أغسطس، ثم الخيرسان أو الخصان، وهو الحصى الكثير، وقِيلَ كُتلَة الجسم القويَّة من الأول من سبتمبر وحتى ١٣ سبتمبر.
ثم عينة العوّا، من ١٤ سبتمبر وحتى ٢٧ سبتمبر، وأخيراً عينة السماك من ٢٨ سبتمبر وحتى ١٠ أكتوبر، وفيها تظهر كوكبة السالك، وبها ينتهي الموسم المطير.
.jpg)
صورة الغلاف: مونتي

حيوان من السودان

حيوان من السودان
حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي
حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي

حيوان من السودان هي سلسلة على منصة أطفالنا "أم كيكي"، والتي تم إطلاقها بهدف توفير منصة موازية لحملتنا التوعوية الخاصة بمشروع صون تراث السودان الحي سهلة الوصول للأطفال، وخاصة الأطفال النازحين.
ترويها دكتورة إكرام مدني، عالمة وباحثة في تصنيف النباتات وشَغلت منصب مدير متحف التاريخ الطبيعي في السودان. وهي مصممة على تثقيف الأطفال حول الحياة البرية في السودان وتقديم مفاهيم مثل الأسماء المحلية والموائل الطبيعية والتهديدات التي تواجهها الحيوانات، إما بسبب تغير المناخ أو التأثير البشري. وهي تقدم هذه الحقائق في شكل خفيف وسهل المتابعة ليتم تلقيها في شكل صوت أو فيديو.
تحتوي قائمة التشغيل على خمس حلقات كل منها عن حيوان من السودان. وتشمل الحيوانات، تمساح النيل، المقيم الشهير في متحف التاريخ الطبيعي والذي فقس من بيضة في المتحف، والثعبان الصخري الإفريقي (الأصلة)، أطول ثعبان في إفريقيا، والذي يوجد على نطاق واسع في السودان، وطائر السكرتير (صقر الجديان)، الذي يمثل شعار جمهورية السودان، والقرد، تكريمًا لمحسن القرد الأليف في متحف التاريخ الطبيعي، وفرس النهر "القرنتية"، الساكن القوي للأنهار والبحيرات في وادي النيل.
تصميم صورة الغلاف © آمنة الإدريسي

فلم المحطة، مثال على السينما البيئية السودانية

فلم المحطة، مثال على السينما البيئية السودانية
المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال
المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال

المحطة، فيلم تجريبي من إنتاج عام ١٩٨٩ للمخرج السوداني الطيب مهدي، يمكن اعتباره مثالًا على السينما البيئية، وهو نوع من الأفلام الذي يثير النقاش والتحرك حول القضايا البيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. بينما يستدعي مصطلح السينما البيئية عادةً أفلام الطبيعة والحياة البرية، يمكن القول إن المحطة تتناسب أيضًا مع هذه الفئة من خلال تقديم نقد للتأثيرات الاجتماعية والبيئية لصناعة النفط في السودان خلال ازدهارها في أواخر الثمانينيات. يمكن تناول الفيلم، على الرغم من إنتاجه قبل الاعتراف الواسع بالمسؤولية البشرية عن الكارثة المناخية، من منظور نقدي بيئي يركز على العلاقات بين البشر والبيئة، لا سيما من خلال الصراع بين أنماط الحياة التقليدية والحداثوية.
المحطة هي مشهد التقاء بين وسط السودان وساحل البحر الأحمر، مع سرد يدور حول الناس والحيوانات و ناقلات النفط والشاحنات الكبيرة التي تتردَّد على المكان. تمثل الناقلات وسائقيها قوى صناعية، مما يشوش البيئة الطبيعية بآلاتهم الثقيلة والدخان والغبار، وتوضح تباينًا حادًا مع السكان المحليين الفقراء الذين يعيشون على هامش الصناعة الجديدة.
من زاوية أخرى، تم تصوير السكان المحليين، الذين يعتمدون في معيشتهم على وظائف بسيطة وضيعة، على أنهم صبورون وصامدون ومتّصلون بعمق ببيئتهم القاسية. يتم التأكيد على هذا التباين بصريًا من خلال اختلاف الملابس: يرتدي الناس المحليون الزي السوداني التقليدي، الذي يتكيف مع المناخ الصحراوي، بينما يرتدي سائقو الشاحنات والشخصيات الأغنى الملابس الغربية، مما يميزهم كجزء من عالم حديث وغريب.
في المشهد الافتتاحي للفيلم، حيث تدخل قافلة من الجمال إلى طريق أسفلتي جديد تم بناؤه حديثًا يقطع الصحراء، حيث يحدد هذا المشهد نبرة السرد البيئي النقدي للفيلم. الجِمال، كجزء من البيئة الطبيعية، مُجبَرة على التكيف مع التغيُّرات التي صنعها الإنسان، مما يرمز إلى الاضطراب الكبير الذي تسبِّبه صناعة النفط للبيئة.
تسليط الضوء على هذا التباين بين الطبيعة والصناعة يُبرز التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري، حيث إن الناقلات التي تسير على الطريق تُلوِّث محيطها.
في المحطة، غالبًا ما يتداخل الخط الفاصل بين البشر والحيوانات. تصوير الفيلم لمجموعة من الرجال يسيرون ببطء على جانب الطريق، وهم يرتدون جلابيات تقليدية متطابقة ويصور معهم أيضاً قافلة من الإبل، مما يُبرز بيئتهم المشتركة واعتمادهم المتبادل. يظهر الناس والحيوانات، على الرغم من كونهم أنواعًا مختلفة، كرفاق شركاء يتحملون نفس الظروف القاسية. هذا "التشبيه" يوحي بأن حياة البشر ومحيطهم من بيئة و حيوان مترابطة، لا سيما في خضوعهم المتبادل للقوى الصناعية.
الظلم الاجتماعي هو موضوع رئيسي آخر في الفيلم، يتم التأكيد عليه من خلال الفجوة بين الثروة المتداولة في صناعة النفط وفقر أولئك الذين يعيشون في محيطها. يتجلى ذلك في مشاهد تصور رزم من النقود في صناديق القفازات لسائقي الشاحنات مقابل الأوراق النقدية الفردية التي يتبادلها التجار، مثل طفل ينظف الأحذية أو امرأة تبيع الشاي. العلاقة بين السكان المحليين وصناعة النفط، في هذا السياق، هي علاقة طفيليّة: فهم يعيشون على الفتات من نظام يستغل أراضيهم بينما يقدم لهم القليل في المقابل.
تقدم المشاهد الختامية من "المحطة"، التي تُصوّر الأطفال يلعبون بشاحنات مصنوعة من مواد مهملة، رؤية تشاؤمية لمستقبل السودان. يطمح الأطفال إلى الثراء، لكن الفيلم يقترح أنه ما لم تحدث تغييرات جذرية، ستظل أحلامهم المستقبلية غير مُحقَّقة. تبرز هذه الرسالة بقوة اليوم، حيث تواصل التكاليف البيئية والاجتماعية للصناعات الاستخراجية تشكيل حاضر السودان ومستقبل شعبه. رسالة الفيلم نبوئية، تتنبأ بصناعات السودان المستقبلية الاستخراجية، مثل تعدين الذهب، التي لها تأثيرات مدمرة مشابهة على البيئة والمجتمعات المحلية. في نهاية المطاف، يتناسب "المحطة" ضمن فئة السينما البيئية لأنه يدفع المشاهد للتفكير النقدي ومناقشة المشاكل البيئية والاجتماعية التي تواجه السودان.
صورة الغلاف والمعرض: لقطات شاشة لفيلم المحطة © أرسينال

المناخ والثقافة: دورة التراث اللا المادي

المناخ والثقافة: دورة التراث اللا المادي
كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ
كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ

كانت صحراء خضراء
زيارة أنقاض الحضارات الماضية المدفونة بالرمال على طول نهر النيل في السودان يمكن أن يثير الكثير من الأسئلة. كمن شيدها ولماذا، وكيف عاش الناس فيها؟ العديد من هذه المعالم الأثرية ضخمة ومعقَّدة، منحوتة ومزيَّنة بشكلٍ متقن ولازالت قائمة بعد مرور آلاف السنين. عندما تم اكتشافها لأول مرة، من قبل علماء الآثار، كان الافتراض أنها دليل على عظمة الحضارة المصرية في تمدّدها نحو الجنوب. ولكن المزيد من الدراسات كَشَفت أن النوبة القديمة كانت مهداً للحضارة، وأن مملكة كوش أقامت إمبراطوريات حكمت مصر. أما الأبحاث الأثرية الحديثة فقد بدأت في رسم صورة أخرى، حيث لا يركز الباحثون فقط على الأدلة المتعلقة بالنباتات والحيوانات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولكن أيضاً اتجه اهتمامهم إلى طبيعة المناخ آنذاك. فالمدن والمناطق الحضرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحيطها الطبيعي.

في السبعينيات، بدأ الباحثون يكتشفون أن الصحراء الكبرى والصحاري العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأعشاب والأشجار والبحيرات. كانت الصحراء الكبرى تُروى بأمطار موسمية من المحيطين الأطلسي والهندي، مثل ما هو عليه الحال في منطقة الساحل اليوم. قد عاش سكان الصحراء الخضراء كصيادين وجامعي ثمار رُحَّل قاموا بتربية الأغنام والماعز والأبقار البرية -أسلاف البقر الحديثة- وصاروا رعاة. لقد تركوا صوراً رائعة لحياتهم في رسومات على الصخور. ثم منذ حوالي ٦٠٠٠ عام، بدأت الصحراء الكبرى تجف. تجمع الرعاة حول مصادر المياه الأكثر ديمومة، مثل البحيرات الموسمية، أو انتقلوا جنوبًا عبر القارة بأكملها، أو بدأوا في الاستقرار على طول النيل حيث أصبحت الزراعة خيارًا ممكنًا بعد أن جفَّت المستنقعات أيضاً.
التوسع، التنوّع والصلات...
في منطقة التي تُعرف الآن بالنوبة السفلى، بدأت أشكال الملكية النيلية في الظهور، والتي أطلق عليها علماء الآثار اسم المجموعة (أ) والمجموعة (ج). كانت هذه المجموعات جزءًا من نمط سكّاني متغيّر. فبينما وفَّر نهر النيل مصدراً مستقراً ودائماً للمياه مما شجّع على الاستيطان والزراعة، طورت المجتمعات البدوية أنظمة إدارة للعيش في مناخ الساحل شبه الجاف وأيضاً إنتاج كميات كبيرة من الماشية. وقد أتاح كلا نمطي الحياة فرصًا للتجارة والتبادل الثقافي، سواء فيما بينهم أو مع مناطق أبعد، كما أن بعض المجتمعات جمعت بين الأسلوبين. هذه هي البيئة التي تحتاج إلى دراسة أعمق لفهم كيفية تفاعل أنماط الحياة ووسائل العيش المختلفة. فقد كانت القبائل أو العائلات نفسها تشارك في هذا الطيف الواسع من الأنشطة، سواء في أوقات السلم أو الصراع، تمامًا كما هو الحال في يومنا هذا.
إن أسباب التصحّر في الصحراء الكبرى تختلف عن أسباب تغير المناخ الذي يحدث الآن، والذي يسرّع من الحدث الطبيعي المستمر. يتعلَّق الأمر بتذبذب في ميلان محور الأرض وظاهرة تُعرف باسم "ترنح الاعتدالات". وبمعنى آخر، فإن خط المطر الموسمي الذي كان يحوِّل شمال إفريقيا إلى أرض خضراء يتحرَّك ببطء نحو الجنوب في دورة تمتد لـ ١٧٠٠٠ سنة. الفكرة المطروحة هنا هي أن خط المطر مرتبط بدورات التبادل الثقافي. فكل ما بُني على ضفاف النيل كان جزءًا من نمط أوسع من التبادل والاعتماد المتبادل والتفاعل، ويمكن فهم تاريخه بسهولة أكبر إذا تم التركيز على دور المناخ.

خطوط المطر، هجرة الماشية، والمدن المتنقلة
يمكن العثور على أدلة هذا الطرح من خلال النظر في هجرة المدن النيلية. فقد شهد الانتقال من الفترة النَبْتِيَّة إلى الفترة المرَوية نقل العاصمة من جبل البركل جنوبًا إلى مروي. لم يكن هذا التحول بسبب غزو مصري، حيث بقيت الثقافة المروية مهيمنة في الشمال، بل كان نتيجة لتحرك حزام المطر. فعلى مدار الألفي عام التي تلت المملكة القديمة، تحرك هذا الحزام جنوبًا إلى درجة لم تعد تسمح للماشية بإتمام هجرتها عبر صحراء بويضة. استمرت التجارة، ولكن جفاف وادي مقدم، الذي كان في السابق طريقًا دائمًا للفيضانات، جعل جبل البركل غير صالح كمركز تجاري، مما أدى إلى صعود مروي كمركز رئيسي لتجارة الماشية.
على مدار الألفيات التالية، انتشر الرُعاة الرُحّل عبر الساحل الإفريقي. وارتبطت الممالك ببعضها من الشرق إلى الغرب، ونشأت طرق تجارية بالتوازي مع الهجرات الموسمية. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن أولى المستوطنات في دارفور تعود إلى ما بعد العصر المروي، وتتوافق مع مستوطنات أخرى غربًا. ورغم أن وادي النيل ظلَّ الطريق الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، إلا أن طُرقًا تجارية جديدة باتجاه الساحل بدأت بالتطور، حيث ساعدت السفن الرومانية في ربط التجارة على طول ساحل البحر الأحمر مع بلاد فارس والهند.
.
ظلّ دور الرعاة الرُحّل مستمرًا عبر تاريخ الساحل الإفريقي. وكان أسلوبهم المعتمد في إدارة الأراضي مناسبًا للبيئة والمناخ، حيث وفَّر نمطًا مستدامًا للعيش. وقد انعكس التراث الثقافي لرعي الماشية في الرموز التي وُجدت ضمن بقايا الممالك المسيحية المبكرة، والتي انتقلت من النوبة إلى سوبا، وأصبحت مركزًا لمملكة مسيحية امتدت من أكسوم إلى إسطنبول. ولم يشكّل وصول الإسلام تغيرًا جذريًا في المشهد، لكن اعتماد الجمل كوسيلة نقل أحدث تحولًا جوهرياً في الحياة البدوية. فلم يعد نهر النيل هو الطريق الوحيد إلى الشمال، بل أتاحت التجارة عبر الساحل الإفريقي نشوء ممالك جديدة. كان للعديد منها روابط مسيحية في البداية، لكن انتشار الإسلام عبر الطرق التجارية البعيدة عن مصر أدى إلى تطورها الإسلامي. وانتشرت الأنماط المعمارية لوادي النيل، مثل القِباب والمساجد التي عكست تصميم الأهرامات والكنائس القديمة، عبر الساحل من جبال البحر الأحمر إلى جبال دارفور.
في القرن السادس عشر، أصبحت سنار عاصمة سلطنة الفونج، مجددًا بالقرب من المجتمعات الرعوية. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أسس العثمانيون عاصمتهم في الأٌبيّض لتكون قريبة من تجارة البدو القادمة من الجنوب والغرب. أما في العصر الحديث، فقد تغير نمط التطور في السودان، حيث بات يعتمد على وسائل نقل جديدة، مثل البواخر والقطارات، التي لم تكن تعتمد على الأمطار في الوصول إلى المناطق المختلفة. وقد تم اختيار الخرطوم كموقع للعاصمة بسبب موقعها المناسب؛ حيث تقع على حافة حزام الأمطار الحالي.
الأشقاء
تم إجراء أكثر الأبحاث حول الآثار المادية للمجتمعات المستقرة القديمة والأبنية التي تركتها، أكثر من دراسة تاريخ التراث الحي، وبيئاته الموسمية، وسبل العيش التي اعتمدتها تلك المجتمعات. ومع ذلك، يمكننا القول إنه بحلول بداية عصر المملكة القديمة المصرية، ظهرت مجموعتان رئيسيتان:
- المجتمعات المستقرة شمال أسوان، والتي اعتمدت على الفيضان الموسمي لنهر النيل، مع إمكانية تربية الماشية في دلتا النيل. إلى جانب الزراعة، طوروا طقوس جنائزية وسجلات مكتوبة.
- المجتمعات الجنوبية، التي ركزت على رعي الماشية البدوي، مع روابط تجارية تمتدّ عبر الساحل الإفريقي وثقافة متنقلة.
في المملكة المصرية القديمة، مُثِّل نَمَطَا الحياة من خلال أسطورة حورس، ساكن النيل، وسَت، الراعي، وكانت قصتهما عبارة عن علاقات قوة معقدة. في النصوص الأصلية التي تصف الغزو المفترض للنوبة من قبل فراعنة المملكة القديمة، تدور القصة حول رحلة تجارية حيث اعتمد الملوك الشماليون على الإذن من جيرانهم النوبيين للقيام بتجارتهم مع الجنوب. خلال المملكة الوسط، شيّد الفراعنة المصريون قلاعًا ضخمة لحماية أنفسهم من جيرانهم الجنوبيين. كان انهيار مصر في الفترات الوسيطة جزئيًا بسبب فشل الأمطار في الجنوب، بالإضافة إلى غزو من قبل شعوب آسيوية في الشمال. لم تؤثر هذه المشكلة على الممالك النوبية الجنوبية البدوية بقدر كبير لأنه عندما تحركت الأمطار، تحركوا معها. وإذا تعرضوا للغزو، كما حدث في بداية المملكة الحديثة، فإنهم انتقلوا جنوبًا. لم يكن للساحل حدود مُحدَّدة، بل كانت منطقة شاسعة تحكمها الأمطار وتتقاطع معها هجرات الماشية والإبل والطرق التجارية.
تاريخ الممالك النيلية المستقرة مرتبط بشكل جوهري بالشعوب البدوية التي كانت تسكن ليس فقط الأراضي إلى الجنوب، ولكن أيضًا الدلتا والصحارى. طوَّر كلٌّ منهم، ككتلة واحدة، مهارات محددة وكانوا بحاجة إلى بعضهم البعض؛ سواء من أجل السلع التجارية أو اليد العاملة أو المحاربين، أو المحاصيل الزراعية أو الحصول على الماشية لتقديم القرابين في المعابد والقبور، أو للحصول على اللحم والجلود. كانت المستوطنات في وادي النيل، على الرغم من كونها مستدامة بسبب الفيضانات المنتظمة، عرضة أيضًا للمجاعة والأمراض والفيضانات، والكوارث العرضية، بما في ذلك الغزوات. كانت الطقوس التي نشأت حول أساطير حورس وسَت جزءًا من تراث مشترك. تضمَّنت معابد آمون في أسوان وجبل البركل تصويرًا للتجار البدو كجزء من السجل التاريخي. صَوَّر المصريين كثقافة مهيمنة لكنها تعتمد على جيرانها للحصول على السلع التجارية والماشية والعبيد.

ما تشير إليه الأبحاث الحديثة أنه منذ البداية كانت هناك دورة مستمرة وديناميكية من التبادل الثقافي بين المجتمعات المستقرة والبدوية، مدفوعة بتكيُّف الناس مع التغيرات المناخية التي دفعتهم جنوبًا، حيث كانوا يتحولون بين أسلوب الحياة المستقر والبدوي أو يجمعون بينهما. في هذا السياق، كان يمكن للرحّل أن يصبحوا مزارعين، أو يتحول المزارعون إلى تجار بدو وهكذا دواليك.
يمكن العثور على أدلة هذا التفاعل في العديد من جوانب التراث الحي في السودان. فالموسيقى، والرقص، والزخارف، والأزياء المميزة لوادي النيل، على سبيل المثال، تعكس روابط عميقة مع الثقافة البدوية. وإذا كانت المعابد والمقابر العريقة في وادي النيل قد بُنيت لتمجيد الحياة الآخرة، فقد تم ذلك ضمن نسيج من التراث الحي الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم داخل العائلة الممتدة التي هي السودان.

صورة الغلاف: جزيرة ناوا، شمال كريمة، متأثرة بشدة بالتصحر. © عصام أحمد عبد الحفيظ

زهور من السودان

زهور من السودان
تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.
تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.

تتميز المناظر الطبيعية في السودان بتنوع غني من النباتات والحيوانات. ويحتضن المناخ المتنوع مجموعة واسعة من الأزهار.
هذه المجموعة من الأزهار هي اختيار من كتاب أزهار من السودان: دليل ميداني مصور للتكوين الفلوري الشائع في مناطق مختارة من السودان، للدكتورة إكرام مدني. تم جمع هذه العينات النباتية خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٤ من ولايات مختلفة: النيل الأبيض، البحر الأحمر، نهر النيل، النيل الأزرق، كسلا، والولايات الشمالية.
تتضمن هذه المجموعة الأسماء المحلية والعامة والعلمية لجميع النباتات، بالإضافة إلى وصف مختصر لطبيعة نموها ووصف نباتي قصير لكل منها. تركز هذه المجموعة بشكل أساسي على الأزهار، حيث تعد الجزء الأكثر أهمية في تحديد هوية النباتات.
تم إيداع بعض العينات من هذه المجموعة في معشبة متحف السودان للتاريخ الطبيعي وقسم المعشبة في كلية النبات بجامعة الخرطوم. تم تأكيد هوية النباتات من خلال الاستعانة بالمراجع النباتية والمنشورات ذات الصلة. وقد تم تحديث الأسماء وفقًا لموقع وورلد فلورا أونلاين (٢٠٢٤).
زهرة اللوتس البيضاء
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
كوستي- ولاية النيل الأبيض.

عشبة مائية تزحف جزورها في الطين. الأوراق بيضاوية الشكل دائرية، قلبية و مسننة قطرها ١٥-٢٠ سم، عائمة؛ . الأزهار كبيرة، بيضاء. الثمار مضغوطة كروية الشكل، لحمية، تنضج تحت الماء. البذور كروية .
اللافاندر
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

شجيرة عطرية معمرة. الساق والأغصان القديمة ذات لون بني محمر، والأغصان الصغيرة رباعية الأضلاع، خضراء محمرة. الأوراق ريشية. النورة في سنبلة طرفية طويلة. الأزهار زرقاء، أنبوبية، على شكل جرس.
شجيرة مجد الصباح
نوع النبات
برية-مستجلبة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة معمرة. السيقان متفرعة. الأوراق معنقة، بيضاوية كثيفة الزغب، النورات قليلة إلى متعددة الأزهارأرجوانية أو وردية، على شكل قمع، الثمار بنية شاحبة عند النضج. البذور سوداء، بنية، زغبية.
الخشخاش المكسيكي الباهت
نوع النبات
برية- مستجلبة
الموقع
أركويت - البحر الأحمر

عشبة شائكة اوراقها متبادلة، بها أشواك صفراء حادة . الأزهار بيضاء أو بيضاء كريمية، تتحول إلى صفراء عند الذبول. الثمرة ذات خمسة فصوص، بنية محمرة بها أشواك حادة و البذور سوداء اللون.
شجيرة بوشويلو
نوع النبات
برية-اصيلة
الموقع
الدمازين - ولاية النيل الأزرق

شجيرة دائمة الخضرة. سيقانها متسلقة أو ذات أغصان متراخية، لحاءها رمادي أو أحمر غامق. أوراقها متبادلة أو شبه متقابلة. أزهارها في عناقيد قصيرة، بيضاء، ذات أسدية برتقالية. ثمارها صفراء باهتة أو حمراء باهتة، ذات أربعة أجنحة.

مناظر طبيعية حية

مناظر طبيعية حية
أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان
أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان

أحيانًا تراهم، وأحيانًا لا تراهم. يسكن الناس قرب كل أشكال المناظر الطبيعية في السودان، حيث يجدون الجمال في تضاريسه الشاسعة والمتنوعة. سافر المصورون السودانيون عبر أنحاء البلاد لالتقاط صور مذهلة لتراثها الحي.
يقدم هذا الألبوم مجموعة صغيرة من أعمال المصورين السودانيين الذين كرسوا أنفسهم لاستكشاف وتوثيق مناظر السودان وثقافته.
الأغنية: إبراهيم الكاشف | ريمكس: السماني هجو
المصورون المشاركون:
- محمد عثمان
- يوسف الشيخ
- عصام عبد الحفيظ
- فائز أبو بكر محمد
- التاج الفاضل
- حامد عمر
- أحمد دي إكس
- المقداد عثمان

قصة جبلين

قصة جبلين
السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.
السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.

السودان موطن للعديد من الجبال الشهيرة التي لا تعد مجرد معالم بارزة في المناظر الطبيعية فحسب، بل تحمل أيضًا أهمية ثقافية عميقة. فقد كانت هذه الجبال محورًا للتقاليد المحلية، والمعتقدات الروحية، وهوية المجتمعات المحلية لقرون عديدة. من بين أشهرها: جبال النوبة في كردفان، سلسلة جبال البحر الأحمر، جبل التاكا في كسلا، وجبل البركل في كريمة—وهو موقع تراث عالمي لليونسكو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمملكة كوش القديمة.
على غرار هذه القمم الأسطورية، يُعتبر كل من جبل كردفان وسلبكتا جبلين ذوي أهمية ثقافية كبيرة، حيث لعب كل منهما دورًا حيويًا في تقاليد وتاريخ المجتمعات التي عاشت في ظلالهم الأجيال. يتم استكشاف أهمية هذه الجبال في فيلمين وثائقيين تم تصويرهما في عامي ١٠١٨ و٢٠١٩ في كردفان ودارفور. لا تلتقط هذه الأفلام روعة المناظر الطبيعية فحسب، بل توثق أيضًا التجارب الحياتية، والتاريخ الشفهي، والمعرفة المتوارثة للأجيال التي تعتبر هذه المناطق موطنًا لها.
تندرج هذه الأفلام ضمن مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "متاحف غرب السودان المجتمعية". وكان الغرض في الأصل أن تعرض هذه المجموعة في ثلاثة متاحف في السودان: متحف بيت الخليفة في أم درمان، متحف شيكان في الأبيض بولاية شمال كردفان، ومتحف دارفور في نيالا بولاية جنوب دارفور. تقدم هذه الأفلام سياقًا تاريخيًا وثقافيًا للمواقع التراثية المهمة، مسلطةً الضوء على دورها في تشكيل الهويات المحلية. كما سعى المشروع إلى إشراك المجتمعات المحلية، لضمان بقاء قصصهم وتقاليدهم متاحة للأجيال القادمة. تم إنتاج جميع الأفلام في هذه المجموعة بواسطة مارك واتمور ويوهو ميديا.
جبل كردفان: رمز الطبيعة والهوية
يقع جبل كردفان غرب مدينة الأبيض، ويُعدّ من المعالم البارزة في طبيعة المنطقة. يوثق هذا الفيلم جمال الجبل الصخري، إلى جانب أشجار التبلدي الشهيرة، التي تمثل رمزًا لولاية شمال كردفان. لقرون، وفرت هذه الأشجار الغذاء والدواء والمأوى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المحلي والفولكلور الشعبي.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٨
سلبكتا: الجبل المقدس لشعب الداجو
يُعدّ شعب الداجو، وهو أحد أقدم المجموعات العرقية في السودان، جبل سلبكتا جبلًا مقدسًا. يعرض هذا الفيلم الوثائقي رؤى العمدة محمد زكريا علي أربد، زعيم قبيلة الداجو، والأستاذ عبد النبي عبد الله جمعة عرمان، المؤرخ القبلي. معًا، يستكشفان الأهمية الثقافية والروحية لهذا الجبل، موضحين كيف شكّل تقاليد الداجو، وأساليب السرد القصصي، والعادات الاجتماعية.
تاريخ تصوير الفيلم: ٢٠١٩
سواء من خلال القمم الشاهقة لجبل كردفان، أو المنحدرات المقدسة لسلبكتا، أو العديد من الجبال الأخرى في السودان، لا تزال هذه المناظر الطبيعية تمثل رموزًا قوية للصمود، والهوية، واستمرار التراث الثقافي.

وعاء على شكل نعامة

وعاء على شكل نعامة
إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133
إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133

إناء فخاري مصمم على هيئة نعامة، يتميز بفوهة منحنية للأعلى، وأجنحة صغيرة، وذيل. ينتمي إلى تقليد الفخار الأحمر ذو الحواف السوداء، وهو من الفخار المميز لحضارة كرمة.
تم العثور على هذا الإناء بين الأنقاض التي تركها اللصوص بالقرب من قبرين متجاورين في مقبرة كرمة، أحدهما هو قبر لطفل. وُجد بجانبه خنجر لعب، مما يشير إلى أنه ربما كان لعبة فخارية لطفل.
تم جمع هذه القطعة خلال حفريات الدكتور ريزنر عام ١٩١٤، وهي الآن ضمن مجموعة متحف شيكان.
SHM-01133